الأحد , ديسمبر 22 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / اراء / انكشاف عورات الحكومة الأردنية وهلامية قوانينها!

انكشاف عورات الحكومة الأردنية وهلامية قوانينها!

سهير جرادات*
لن نتحدث عن تفاصيل حادثة انهيار (عمارة اللويبدة) ذات الأربعة طوابق، التي تقع في أحد جبال العاصمة الأردنية السبعة، حيث انهارت العمارة على عمارة أخرى، ولكننا نتساءل لماذا الى الآن ما زالت المعلومة عن اعداد سكان العمارة مجهولاً !! مما يعني عدم جدوى التعداد السكاني الذي تجريه الدولة، لأننا عند (حزتها) لا نجد قاعدة بيانات، وعدد سكان العمارة شاهد على ذلك .
وفي ظل فوضى المشاعر التي انتابت المواطن الأردني، تساءل: أين المسؤولية السياسية للحكومة عما جرى؟ واقلها ان نشهد استقالات لمسؤولين من باب تحمُل المسؤولية، لكن (كما جرت العادة) سيتم تكريم المخطئ بتجهيز قائمة سفراء او أعيان او لجان او رؤساء جامعات وتعيينهم في مناصب (ترضية) لهم ..!!
لنؤجل الحديث عن الإقالات والاستقالات، ونتحدث عن وضع هؤلاء المنكوبين (أهالي العمارة)، الذين وجدوا أنفسهم (في الشارع) دون مأوى ، الى جانب سكان خمس عمارات مجاورة تم إخلاؤهم ، ولم يتواصل معهم أحد ( حسب تصريحاتهم الصحافية)، أليس من باب المسؤولية الأخلاقية والإنسانية ان تقدم لهؤلاء (المشردين) أماكن للإقامة ؟! حيث ان القانون يجبر الحكومة على أن تؤمن لهم مكانا أمنا للإقامة.. فما المانع ان يتم توزيعهم على الفنادق، أو أماكن إيواء توفرها الحكومة تحقيقا لمسؤوليتها الأدبية ، وخاصة أننا دولة تهب لنجدة دول العالم عندما تصيبها مصيبة ، ولكن عندما الامر يتعلق بأبناء الوطن (بنقطع ايدنا وبنشحد عليها ) ..
كم هو محبط، أن نكون من أكثر الدول المضيفة للمؤتمرات وعقد الندوات وورش العمل وما ينجم عنها من توصيات (لا تقرأ ولا يؤخذ بها) .. وكم من الكتب والمطالبات التي لا تجد لها مستقر سوى (أدراج المكاتب أو سلة المهملات)، كما حدث مع تحذيرات نقابة المهندسين من خطر المباني القديمة والآيلة للسقوط التي وصلت الى أمانة عمان الكبرى لتبقى منذ العام الماضي دون إجابة !!
بانهيار (عمارة اللويبدة ) انهارت آخر جسور الثقة مع الحكومة بعد ان لم يجد المواطن ان الأداء ينم عن المسؤولية ، وكل ما شاهده مسؤولون هبوا ( في الساعة الأولى ) للحادثة ، وكل ما فعلوه أنهم (طلوا وفلوا) ، وأصدروا التعليمات والتوجيهات، ولم يعودوا للمكان وكان الامر لا يعنيهم ، ونفضوا الغبار عن بدلاتهم وعادوا لمزاولة نشاطاتهم ، حيث رعى وزير الدولة لشؤون الاعلام فيصل الشبول (بعد أقل من ساعتين) حفل إشهار كتاب عن الصحافة في مائة عام !! ليعود في صبيحة اليوم التالي (بتصريحاته النارية) المطالبة المواطنين بعدم تصديق الاشاعات !! دون أن يتطرق للمسؤولية الأدبية للحكومة بتوفير مأوى للمشردين، و تقديم الرعاية النفسية ( ما بعد الصدمة ) للسكان الناجين ، و من تم انقاذهم، او لذوي ضحايا العمارة !! لمساعدتهم على تجاوز الظروف النفسية السيئة التي مروا بها هؤلاء !!..
وفاجأنا نائب رئيس الوزراء توفيق كريشان بتصريحات هاتفية تفيد ان العمارة (قديمة ومتهالكة)! وكأنه لا يعلم أن 23% من مباني الأردن قديمة مجموعها (120 ألف مبنى)! وقدمها لا يعني أنها غير صالحة للسكن أو أنها آيله للسقوط !!.
كشفت (عمارة اللويبدة) عن العورات الحكومية ومدى هلامية القوانين ، وعدم توفر البيانات، وخطط (الإخلاء الى المجهول ) ، وضعف الفعاليات التدريبية للمركز الوطني لإدارة الازمات لتنفيذ عمليات إنقاذ وإخلاء (وهمية) أصبحت (واقعية.
الحق على مين؟ اكيد على المواطن الذي يدفع الضرائب والمسقفات والغرامات والمخالفات دون مقابل لتتمتع بها ثلة قليلة توزع عليهم الأعطيات والرواتب المرتفعة والقصور والمزارع (كما شاهدنا (استقبال المودعين) في احد القصور التي يفترض ان تكون بيتا وظيفيا) ..
وعلى الرغم مما سبق للحادثة جانب إيجابي هو أنها أكدت لنا من هم (كبار البلد)، ألا وهو المواطن الذي يغيث وينقذ (كوادر الدفاع المدني) ويعالج (الكوادر الطبية) ويرأف ويدعو بصدق لإخوة المواطن ، وليس من يستفيد من البلد ويتنعم بخيراته، وعند اول مفترق طريقه سالكة للرحيل والتنعم بما نهب..
عظم الله أجرك يا وطني
*كاتبة وصحافية أردنية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ترمب ومعضلات الشرق الأوسط!

د. سنية الحسيني* من الواضح أن الشرق الأوسط الذي خرج منه دونالد ترامب في مطلع …