السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / فكرة الزوال تتغلغل في العقل الصهيوني.

فكرة الزوال تتغلغل في العقل الصهيوني.

د.حسناء نصر الحسين*
شكلت العملية الإرهابية في جنين انعطافة خطيرة لناحية الفعل الصهيوني المجرم ورد الفعل للشعب الفلسطيني حيث رأى قادة الكيان بأن استباحة جنين والقدس . وغيرهما من المناطق الفلسطينية مجرد نزهة من خلالها يقتل ويضرب ويرعب ويدمر دون أي رد من هذا الشعب الصامد المقاوم .
لتأتي عملية القدس للشاب الفلسطيني المقدسي خيري علقم الذي استطاع من خلالها قتل سبعة مستوطنين واصابة سبعة آخرون ان يجعل الكيان بقادته وعسكرييه ومستوطنيه يقفون على رجل ونص لتأتي عملية القدس الثانية وخلال اقل من ٢٤ ساعة ومن خلالها تم استهداف مستوطنين تبين لاحقا ان احدهم ضابط في الجيش الاسرائيلي لتنزلق الأوضاع لمستوى خطير جدا على أمن الكيان ولعل ما تم نشره أخيرا من قبل الضابط الاسرائيلي موشيه والذي انتشر على نطاق واسع حمل من خلاله المسؤولين في حكومة الكيان مسؤولية انزلاق الأمور الى مرحلة خطيرة محذرا سكان المستوطنات من البقاء داخل المناطق التي أسماها بالمناطق الاسرائيلية مخاطبا اياهم اي المستوطنين بكلمات تختصر نهاية واقع الصراع الفلسطنيني الصهيوني بكلمات تغاضت عنها قوى وحكومات بالقول لا يوجد مكان آمن الكم لتكون هذه الكلمات هي كلمات الحق خرجت من فاه رجل صهيوني مغتصب لكنه كان اسرع فهما من أسياده ومرؤوسيه .
ومن رأى وجه رئيس حكومة الكيان والقادة الصهاينة وحتى الاعلام الاسرائيلي يدرك مدى الرعب الذي تسلل لقلوبهم وهذا انتصار للشباب المقاوم الذي راهنت على ذاكرته غولدا مائير وغيرها من قدماء ساسة الكيان صحيح ان الكبار ماتوا لكن الصغار مازالوا يحملون الغضب بقلوبهم وهم يرون في كل يوم وكل الممارسات الاسرائيلية الدنيئة وكبروا وهم يسمعون صراخ الأمهات تبكي ابناءها في القبور والمعتقلات ويرون العلائلات الفلسطينية تهجر من بيوتها وتهدم وهنا اثبت الشباب الفلسطيني الجيل الصاعد انه لن ينسى ولم يفغر ليدخل مع الكيان بمعادلة توازن الرعب .
وما قرار رئيس الحكومة وبن غفير بتسليح المستوطنين تحت ذريعة الدفاع عن انفسهم ما هو الا تكريس لفشل المنظومة الأمنية والآلة العسكرية المتقدمة للكيان بتحقيق الأمن والاستقرار لسكان المستوطنات وهذه نقطة مهمة جدا، وهذا سيقابله أيضا امتلاك كل من يستطع حمل السلاح من ابناء فلسطين لحمله للدفاع عن أنفسهم فالمعادلة واضحة وتم تثبيتها منذ معركة سيف القدس الاولى مفادها اعتداءاتكم لن تمر وحق الرد فوري ومؤلم وقاس .
هذه الأزمة الوجودية التي تعيشها اسرائيل دفعت بحكوماتها للتخبط ورأينا كيف حاولت الهروب من هذه الأزمة وغيرها من ازمات الداخل لتشن عبر أذرعها عدوان في ايران حيث تم استهداف مخازن الذخيرة في أصفهان وتلاها عدوان آخر في شرق سورية وكان فيها شهداء وكان هناك مخطط لضرب الضاحية الجنوبية عبر طائرات مسيرة عبر ارهاب داعش لكن الأمن اللبناني استطاع افشال هذه المؤامرة التي كانت تستهدف مشفى الرسول الأعظم في الضاحية ومواقع اخرى منها كنيسة ومنطقة جبل محسن .
هذا الاضطراب لدى صانع القرار في دولة الكيان وجعله يعتدي عبر اذرعه وارهابييه وتسليحهم بالطائرات المسيرة في اكثر من دولة من دول محور المقاومة التي تدعم الشعب الفلسطيني جهارا نهارا وتمده بالسلاح يرى الكيان في استهدافها عملية تأديبية لنهجه المقاوم ، صحيح ان هذه الاعتداءات تركت خلفها شهداء وخسائر لكنها لن تستطيع فرض السياسة الصهيونية على هذه الدول وعلى شعوبها التي اختارت المقاومة نهجا ووسيلة لطرد العدو الاسرائيلي من الأراضي المحتلة .
لكن هذه الاعتداءات لن تمر مرور الكرام بل ستدخل اسرائيل في دوامة لن يحمد عقباها وقد تأخذ المنطقة برمتها لحرب مفتوحة .
وهناك حدث مر مرور الكرام ولم يسلط عليه الضوء ماحصل قبل ايام قليلة من محاولة شاببن مسلحين العبور من داخل الأراضي السورية من الجولان السوري المحتل الى الأراضي المحتلة حيث استطاع احدهم العودة سالما والآخر ارتقى شهيدا وهذا مؤشر أن الجبهة الجنوبية ستكون على خط النار مع الكيان وسيكون هناك عمليات تستهدف هذا الكيان .
والحدث المهم ايضا هو عودة المطار في شرق حلب للعمل بتنسيق سوري روسي وهذا سيجعل الكيان امام حرب مباشرة مع القوات الروسية فيما لو فكر باستهدافه .
المنطقة والعالم تعيش على صفيح ساخن والأيام والأشهر القليلة القادمة ستكون مفصلية إمام الذهاب لحرب مفتوحة مع هذا الكيان من جهة وهذا ما اتمناه ويتمناه معظم احرار شعوبنا العربية أو لتهدئة ترغم الاحتلال على تثبت قواعد اشتباك جديدة ترضي محور المقاومة وأخرى بين الناتو وروسيا التي صرح قادتها بأن دولة تمتلك السلاح النووي من المستحيل هزيمتها .
*باحثة في العلاقات الدولية – دمشق

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …