الجمعة , أكتوبر 18 2024
الرئيسية / اراء / هل بدأ الاستعداد لقصف إيران وما تداعيات ذلك على الشعوب العربية؟؟

هل بدأ الاستعداد لقصف إيران وما تداعيات ذلك على الشعوب العربية؟؟

د. بسام روبين*
بدأت طبول الحرب تقرع منذ دخول الإتفاق النووي الايراني لغرفة الانعاش وعدم توفر أي طبيب قادر على وصف علاج لتلك الحالة بسبب إصرار اسرائيل على مواجهة ايران بصفتها التهديد الوحيد الذي يعيق سياساتها التوسعية وما يخيف ويجعل الموقف عرضه للمفاجات هو أن أمريكا وإسرائيل لا يحتاجا إذنا من أحد ولا حتى الإهتمام برأي الأصدقاء أو الحلفاء عندما يقرران قصف ايران ،فبورصة التهديدات التي تبعها إجتماعات ولقاءات مؤخرا على هامش التخطيط للهجوم على إيران يمكن فهمها في سياق رئيسي واحد وهو أن أمريكا وإسرائيل تعلمان جيدا قوة وضخامة ردة الفعل الإيرانية الشاملة ،والتي قد تنطلق من لبنان واليمن وسوريا والعراق وايران ولا ننسى المقاومة الفلسطينية ،وقد تستهدف معا بالدرجه الأولى إسرائيل والأهداف الأمريكية بالإضافة إلى مصادر الهجوم لذلك تسعى أمريكا كعادتها لحماية إسرائيل وتخفيف الضغط عليها من خلال إيجاد ضحايا أبرياء تقدمهم قربانا لإيران لامتصاص وتوزيع ردة فعلها على هذه الدول إلى جانب إسرائيل ،ولذلك تسعى امريكا وإسرائيل معا لإقناع بعض الدول بأنها هدف مبرمج للصواريخ والمسيرات الإيرانية لكي تدفع بتلك الدول لاتخاذ موقفا معلنا ضد إيران منسجما مع الموقف الإسرائيلي ،وبالتالي إحداث شقاق ونزاع مع إيران بهدف إشعال المنطقة العربية لحماية أمن إسرائيل وبقائها تحت النفوذ الامريكي.
وأعتقد جازما أن هذه اللعبة باتت مكشوفة للدول العربية وأن بعض هذه الدول يعي جيدا خطورة الموقف وتعقيدات التحالف مع أمريكا وإسرائيل المحتلة لتوجيه ضربة لإيران فلا مصلحة للعرب في ذلك ،فقد تعلم العرب درسا قاسيا عندما قدم بعضهم تسهيلات لأمريكا في إحتلالها للعراق وإعدام شهيد الأمة صدام حسين ،ولو أن التاريخ يعيد نفسه لما وقف اؤلئك العرب ضد العراق وللملموا جراحهم بالطرق الدبلوماسية المتوفرة لكن يوجد في كل زمان بعض الدول المستفيدة من تأجيج النزاعات والخلافات وإشعال الحروب في المنطقة كمصدر رزق وبقاء لها حتى لو كان ذلك على أنقاض الشعوب الشقيقة ،ولولا إشتداد الحرب في أوكرانيا لكانت الضربة لإيران وشيكة.
ويصعب الجزم بأي ضربة إسرائيلية أو أمريكية مشتركة محتملة قد توجه لإيران ما لم تنتهي الحرب الأوكرانية باستثناء امكانية هجوم محدود مجهول الهوية بين فترة وأخرى ببصمات اسرائيلية ،وهو ما يؤكد التخوف الامريكي والاسرائيلي من أي مواجهة مباشرة ومعلنة مع ايران قبل الإعلان عن تأسيس تحالف لهذه الغاية بنكهة عربية.
وما يهمنا كعرب هو عدم المجازفة بمستقبل المنطقة العربية، وجلب الدمار والويلات لها خدمة لإسرائيل وأمريكا التي ما زالت تستخدم بعض العرب كوقود لمخططاتها الغاشمة حتى أنها تتجرأ وتعلن من عواصمهم إلتزامها بأمن إسرائيل وتفوقها عليهم رغم أنها قامت بتهويد القدس وضم الجولان للصهاينة ،وفي هذا السياق على إيران أن تعي حجم المؤامرة وأن تقترب من العرب بدبلوماسية أكثر وضوحا وواقعية لإخماد هذه المخططات الصهيونية.
ونتمنى على أمريكا أن تتوقف عن التدخل في الشؤون العربية لصالح اسرائيل ،والكيل بمكيال ظالم لصالح الصهاينة ،وعلى اسرائيل أن تعترف بأنها دولة محتلة وأن ترضخ لما جاء في قرارات الاجماع العربي لكي تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني وعلينا جميعا أن نتذكر المثل الشعبي الذي يقول ( اذا جارك حلق بل ذقنك) ولنتذكر أيضا أن الجار إذا كان بخير فإننا سنكون بألف خير ،وأن هذا الكيان المحتل هو دخيل على هذه المنطقة حيث جاءت به الدول الإستعمارية على أكتاف العملاء ،ومنحته جوائز هي لا تمتلكها أصلا ،وما زالت ملتزمة ببقائه بينما الشعوب العربية تعاني من الظلم والفقر والبطالة ،وها هي بعض إلاقتصادات التي اقتربت من الكيان المحتل على أبواب الإنهيار بسبب التآمر عليها وقتل إقتصاداتها من قبل الغرب ونشر الفساد والرذيلة فيها بتوسيع الفرقة بين الإشقاء.
لذلك نتمنى من الكتاب والمحللين أن يعوا حجم المؤامرة والضرر على الشعوب العربية إذا نجحت أمريكا وإسرائيل في تنفيذ ما يخططان له ،وأن يتوقفوا عن تسويق الروايات الأمريكية والاسرائيلية فالدور قادم عليهم كشهود زور ،وقد حان الوقت للتوجه نحو روسيا والصين لبناء علاقات إستراتيجية تقوم على الإحترام المتبادل والنهوض بالمجتمعات والشعوب بعد تجارب فاشلة مع المعسكر الغربي.
اللهم احفظ أمتنا العربية والإسلامية من شرور الأشرار.
*عميد اردني متقاعد

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

المقاومة..السبيل الوحيد لكسر سياسات الجدار الحديدي!

د. طارق ليساوي* أشرت في مقال “الأهداف الخفية لإسرائيل بقيادة بنيامين بن صهيون نتنياهو..” إلى …