د.حسناء نصر الحسين*
استفاق الشعب السوري على كارثة حدوث الزلزال الذي ضرب عدة محافظات سورية مخلفا دمارا كبيرا وضحايا وجرحى وتشرد الآلاف ليخطف هذا الخبر بكل مافيه من أصوات تإن وجعا وصورة دخلت لتؤلم أرواحنا وعقولنا لتعيش سورية وشعبها على خطب جلل وهي التي مازالت تحاول النهوض من ركام الحرب الكونية التي شنت عليها من أعداء الإنسانية أمريكا وأذنابها .
تحاول عدسات الكاميرا للهاربين من الزلزال ان توثق مشهدية حالات السقوط والانهيارات للمباني السكنية وهي تهوي مسرعة لتعانق الأرض بمن فيها وليخرج المشهد الأكثر ألما عند بدء وصول فرق الإنقاذ لانتشال جثث الضحايا لتكون الصورة ابلغ من كل الكلام اطفال ونساء ورجال وشيوخ تنتشل من تحت الأنقاض .
حاولت الحكومة السورية احتواء الكارثة عن طريق اجتماع طارئ للرئيس بشار الأسد والحكومة وتم بذل جهود كبيرة في محاولة لادارة هذه الكارثة الا ان الامكانيات قليلة وشحيحة نتيجة استهداف الارهاب لكل مقومات الدولة السورية وزاد الطين بلة العقوبات الامريكية الجائرة على سورية .
والتي تعيق بشكل كبير وصول المساعدات الانسانية للمناطق المنكوبة التي قدمت من دول صديقة وحليفة وهذا ما دفع شركات بحرية وجوية من نقل هذه الامدادات الى الشعب السوري فيما ذهبت شركات الطيران المدني السوري للتدخل لايصال هذه المساعدات الى سورية.
وفي رسالة موجهة من وزارة الشؤون الخارجية والمغتربين السوريين ناشدت سورية الامم المتحدة والجهات المعنية والمنظمات الدولية والهيئات للتدخل لرفع العقوبات الامريكية عن سورية لتسهيل وصول الادوية والغذاء وغيرهما للمنكوبين .
الا ان أسياد العالم الحر ودعاة الإنسانية لم يحركوا ساكنا وكأن أصابهم العمى عن المأساة الحقيقية التي تعاني منها سورية وشعبها فلم نرى من يقدم المساعدات للشعب السوري المنهك ولم نسمع الخطاب العاطفي الذي كنا نسمعه في زمن ارادوا لهذا الشعب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لتختفي هذه الاصوات والدعاة وترك الشعب السوري بكارثته التي تستدعي تدخل دولي واقليمي لمساعدته وحيدا بدون هذا الغرب الحر الذي يروج لحماية الإنسان ليترك دليلا على نفسه بأنه قاتل هذا الإنسان الذي يسعى دائما لتحويله لبيدق .
ازدواجية المعايير بين الكارثة التي حلت بسورية والاخرى في تركيا اكدت ان هذا الغرب مستمر بسياسته العدائية ضد الشعب السوري ورأينا كيف سارع هذا الغرب الامريكي لتقديم المساعدة لتركيا بينما لم يحرك ساكنا حيال الكارثة التي حلت بسورية التي تعاني معاناة جسيمة نتيجة العدوان عليها وسرقة امريكا وتركيا لمواردها من نفط وغذاء وما فقدته مؤسساتها من كوادر وآليات خلال عشرية الدمار جعلها بأمس الحاجة للمساعدة والدعم ، ولابد ان نشير الى مواقف نبيلة من عدة دول وقدمت دعمها للشعب السوري الا ان القانون الارهابي الأمريكي يقف حجر عثرة في طريق وصول هذه المساعدات لسورية مما يجعل حياة عدد كبير من الجرحى والمصابين معرضة لخطر الموت ويجعل من مهمة ايواء المنكوبين الذين دمرة بيوتهم اكثر صعوبة .
بعد كل هذا الألم حان الوقت لتطالب الدول والمنظمات الانسانية الدولية وحتى الجامعة العربية والشعوب الحرة أمريكا برفع العقوبات القسرية عن الشعب السوري وهو قادر بعدها ان يلملم جراحه بنفسه .
*باحثة في العلاقات الدولية – دمشق
شاهد أيضاً
كاك بنك ومصرف البحرين أول المتأهلين لنصف نهائي بطولة الشركات الثامنة لكرة القدم السباعية
اليمن الحرالاخباري / أمسى فريقا كاك بنك ومصرف البحرين أول المتأهلين إلى نصف بطولة الشركات …