د. محمد المعمودي*
هل سمعتم بشعوب غير الشعوب العربية احدهم يهتم بالانتخابات الرئاسية لبلدان الإقليمية أو الدولية غير الشعوب العربية؟، وهل تساءلتم لماذا هذا الاهتمام ولماذا تحرص شعوبنا على تشجيع طرف على طرف آخر وكأنه سيخطط سياستها الداخلية والإقليمية بل وحتى سياستها الاقتصادية…؟.
وللإجابة على هذين السؤالين علينا أولا أن نتعرف على طبيعة الظروف التي عاشها ويعيشها الشعب العربي وقراءة أفكاره لكي نتنبأ بالإجابة على هذه الأسئلة التي ستتبلور على أساس شقين متوازيين فرضته السياسة الاقليمية والدولية على واقع المجتمع العربي فأما الشق الاول فهو الجانب السياسي والهيمنة الغربية منذ اكثر من مئة عام وكذلك التحالفات الاستعمارية التي فقد العرب بسببها فلسطين واستمرت تلك الحقبة حتى اصبحت امريكا تقود العالم كقطب واحد بلا منازع، وكان اول همها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي كيف تسيطر على منابع النفط في الخليج العربي بصورة خاصة وكيف تدخل المنطقة العربية لتمكن ادواتها وفرض سيطرتها من خلال وضع يدها على مصادر الطاقة التي هي هبة الله للوطن العربي فكان القرار الامريكي هو القرار الذي يصدره مجلس الامن وما دون ذلك فلا يمكن تمريره فتقلت السياسات في الوطن العربي واستطاعت امريكا ان تقوض انظمة وتدمر بلدان بصمت كامل من مجلس الامن ، لذا فان الشعب العربي انقسم الى قسمين وحسب حزبي الولايات المتحدة الديمقراطي والجمهوري وهذا ما لاحظنا في الانتخابات الأمريكية الأخيرة ، قسما كان يشجع “ترامب” ويجد فيه الأمل في إعادة استقرار المنطقة وأنه سيكون القوة الظهيرة لاستعادة الأمن والأمان فيها أما القسم الآخر فهو كان يجد في “بايدن” أملا في نزع فتيل الحرب والفوضى التي تسبب بها “ترامب” على مدى سنوات حكمه، وأخيرا فاز “بايدن” فما صدق “الترامبيون” العرب هذا الفوز واعتبروه انقلابا على الديمقراطية الامريكية باعتبار ان الانتخابات قد زورت وان “ترامب” قد ظلم “مع العلم هذا القسم من ابناء العرب ومن سواهم ليس لهم لا ناقة ولا جمل في الولايات الامريكية” ورغم هذا قلبوا كفيهم لمغادرة ترامب، وجاء بايدن ليحقق امال القسم الآخر “حسب ظنهم” فوجدوا ان بايدن لا يفرق في السياسة التي ينتهجها مع القضايا العربية عن ترامب الا باسمه ولا يختلف الا بشكله فقط وان السياسة الامريكية هي نفسها تلك السياسة التي تجزم بان المنطقة العربية هي البقرة الحلوب وانها فقط مجموعة ابار تحرص امريكا على الحفاظ عليها اما شعب امة العرب فلا حساب ولا كتاب عند قادة امريكا وجميعهم يحسبون ويعتقدون ان الشعوب العربية مجرد رقم بشري لا اهمية له ولا يحسبون حسابه لا في محافل حقوق الانسان ولا “هم يحزنون”.
وقبل أن أبدأ بالجواب للشق الثاني (كما اعتقد) علينا أن نبحث عن دولة عربية تستقبل أبناء الأمة العربية دون فيزا أو بفيزا ميسرة عند مصيبة أحلت بهذه الدولة أو تلك، كما فعلت تركيا مع اللاجئين السوريين أو مع من لجأ إليها من المعارضة المصرية، أو مواطنين من دول عربية أخرى،… وهذا جوابي على الشق الثاني من سؤالي أعلاه.
لذا فإن الشعب العربي “لوحيد ” الذي يبحث عن فوز إي الحزبين الامريكيين (الديمقراطي أو الجمهوري) والذي وكما “يتوهم” ذاك المواطن العربي يتناسب مع سياسة بلده لأنه يعلم أن أمريكا لن تتركه لحاله وان أطماعها في استغلال الطاقة في المنطقة العربية تجعلها تحرص على أن تجعل الوطن العربي يتراجع بلد تلو الآخر عن أي تقدم أو تطور ينمو في قطر عربي لتسارع لتحطم إرادته، وعلى هذا الأساس فإن الكثير من الشعوب العربية ترى أنها مرهونة بالقرار الأمريكي وان احتلال أمريكا لأي قطر عربي لا يحتاج لتبرير او اي قرار من مجلس الامن وان تحالف امريكا مع من يساندها جاهز، وتعلم الشعوب العربية عند تهجيرها او احتلال اراضيها لا تجد من بلدان امتها العربية من يؤويها لذا فان انتخاب اوردغان كان ضروريا ليتمكن بعض العرب من ايجاد بلاد تؤويهم…!. وأنا اكتب مقالي حدثتني نفسي في إيجاد جواب لأسئلة كثيرة عن حال العرب، فهربت من الإجابة لأكثرها واستطعت ان اجمع شتاتها لأكتب ما وجدته صالح للكتابة واخفيت الكثير لأنني رأيت من العرب الكثير ولازلت انتمي حبا لهم اما ما يتوقف عنده الناس في الانتخابات الإقليمية او الدولية فانه شأن لا يهمني لأنني لا اميل حبا للرئيس التركي لأنه حرم دجلة والفرات من التباهي بجمال سفحيهما بعد أن قنن تدفق الماء لأرض الرافدين وكذلك أجد بغضا كبيرا لقادة أمريكا لأنهم حقا عبثوا في مستقبل أمتنا العربية ولكن هذا حالنا وتلك مصيبتنا… والله المستعان
*كاتب وباحث عراقي
شاهد أيضاً
منتخبنا وحلم الثلاث النقاط للتاريخ
محمد العزيزي بدأ المنتخب اليمني المشاركة في بطولة خليجي لأول مرة بنسخة 2003م في الكويت …