اليمن الحر الاخباري/متابعات
تعاود الإمارات التصعيد العسكري ضد حليفتها الكبرى في الحرب على اليمن من جديد، وعينها على توسيع نفوذها السياسي في هذا البلد الذي طحنه التحالف بالحرب على مدى 6 سنوات، ويحاول الآن الخروج من مستنقعه بصيغة تقاسم تضمن مكاسب المشاركين فيه، فهل تنجح الإمارات في مناورتها الأخيرة أم أن للرياض خيارات أخرى؟
المناورة الإماراتية الجديدة والتي بدأتها أبوظبي مطلع الأسبوع من جزيرة سقطرى والمهرة ووادي حضرموت بتحريك الورقة القبلية، امتدت خلال الساعات الماضية إلى المناطق الجنوبية لليمن وتحديدا إلى ابين وشبوة وصولا إلى عدن.
وخلافا للضغط القبلي على السعودية في المناطق المتاخمة لها، بدأ الموقف الإماراتي في الجنوب ، البعيد نسيبا عن حدود الرياض اكثر تغليظا، حيث تصاعدت حدة المعارك في ابين عقب دفع ابوظبي بقوات المجلس الانتقالي صباحا لاقتحام وادي سلى على تخوم شقرة ، معقل قوات هادي، بصورة استفزت قوات هادي والتي ردت بتحقيق اختراق في جعار القريبة من عدن وكان واضحا من الخطوة الإماراتية تبرير تحركها الأخير في عدن والمتمثل بإعادة نشر قواتها في المدينة متجاوزة بذلك اتفاق الرياض الذي اخرجها منها وبذريعة تبدو اوهن من بيت العنكبوت سردها مُنظرها العسكري اصلا، خلفان الكعبي، بسلسلة تغريدات عكست مخاوف اماراتية من اقتحام قوات هادي المدعومة سعوديا لعدن، تلك الخاضعة لاتباع الامارات وتدنو ايضا من السقوط مع اتساع تمردات الفصائل المسلحة داخلها وسط اتهامات للسعودية بدعم “الفوضى”.
هذه التحركات الإماراتية، لم تأت من الفراغ، وليست ضد تركيا وقطر كما تسوق، بل تتزامن مع تحركات دبلوماسية في الأروقة الدولية، إذ تقول تقارير إعلامية بأنها تهدف لإيجاد صيغة حل في هذا البلد تضمن تقسيم اليمن بين 3 سلطات وكلا بحسب مناطق سيطرته، وتلك المفاوضات، وفقا للمصادر، لا تزال مقتصرة على الرعاة الإقليمين والدوليين للحرب على اليمن ، وقد عقد سفراء هذه الدول وتحديدا السعودية والإمارات وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وممثلين عن الاتحاد الاوربي ومندوب عن امين عام الأمم المتحدة اجتماعات متكررة على هامش مؤتمر المانحين المنعقد مؤخرا في الرياض لهذا الغرض.
وتقول المصادر أن هذه الأطراف توصلت إلى صيغة مبدئية تنص على تقسيم المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف جنوب وشرق وغرب اليمن بين السعودية والامارات أو بين وكلائهما بالتحديد ، لكن هذه الصيغة لم تعجب ابوظبي كونها تحصر نفوذها في عدن ومحيطها أو ما يعرف بـ”اقليم عدن” وتقلص طموحها التواق للتمدد في الساحل الغربي والساحل الشرقي مع الحصول على بعض الامتيازات النفطية في شبوة.
تريد الإمارات، بحسب المصادر، إضافة طرف رابع يتمثل باتباعها في الساحل الغربي بقيادة طارق صالح وهو ما تعارضه السعودية بشدة، كون ذلك يمنح الإمارات ثقلا ومناطق مهمة قريبة من المملكة سواء على سواحل البحر الأحمر في بحر العرب حيث تخطط الرياض لجعله ممر نفطها المستقبلي إلي العالم، ناهيك عن توسيع قاعدة نفوذها السياسي في هذا البلد الذي ظل حكرا على السعودية..
قد لا يجد حلفاء الحرب هذه المرة منفذا للتقارب وحل ما ظلا يصفونها بـ”التباينات” وقد تجد السعودية خياراتها أمام الإمارات نافذة وهو ما يعني بكل تأكيد الهروب إلى جولة مواجهات جديدة بدأت ملامحها تتشكل في ابين وعدن، لكن تظل المخاوف من أن تكون هذه الجولة التي يراد لها أن تكون فاصلة اوسع واكثر فتكاً، فقوات هادي التي ظلت تعتمد على الطيران السعودي في إسنادها حصلت مؤخرا على طائرات مسيرة، قد تكون السعودية على علم بها، لاسيما وأن وسائل اعلام الرياض استبقت وصول هذه الشحنة بالحديث عن تحضيرات تركية للتدخل في اليمن في تهديد للإمارات التي تلقت في ليبيا ضربة كبيرة من انقرة ، وهو ما يعني تمويه على الدعم السعودي لقوات هادي والذي قد يكون سقفه اكبر هذه المرة ، وربما الهدف يكون كسر الإمارات في اليمن والقضاء على طموحها بالتواجد في خاصرة المملكة.