الأحد , سبتمبر 8 2024
الرئيسية / اراء / في ذكرى رحيل عبدالناصر!

في ذكرى رحيل عبدالناصر!

د. هاني سليمان*
(في الذكرى الثالثة والخمسين لرحيل القائد الخالد الذكر جمال عبد الناصر، والذكرى الثانية عشر لرحيل المناضل الكبير الدكتور خالد جمال عبد الناصر، نعيد نشر هذا الفصل ” أيلول طرفو بالبكي مجبول” من كتاب هـ حمزة وصل للدكتور هاني سليمان، العضو المؤسس في تجمع اللجان والروابط الشعبية والمنتدى القومي العربي، والعضو السابق في الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي ، منسق لجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزة وأحد أبطال سفينة الأخوّة اللبنانية لكسر الحصار واسطول الحرية لكسر الحصار -2010- ومنسق الرحلة البحرية لحماية الثروة النفطية في لبنان. )
كتب الروائي رشيد الضعيف في قصته المشوقة “ألواح” : “انفجاران حدثا في الوقت ذاته في 6 آب 1945، القنبلة الذرية على هيروشيما وانفجار في رحم أمي ، فولدتُ رشيد.”
كل واحد على هذه البسيطة يستطيع ان يؤقت ولادته مع حدث كبير، وأنا أيضاً لا أشذُّ عن هذه المقولة الافتراضية.
15/1/1918، أنفجر رحم أمّ جمال عبد الناصر فولد جمال.
15/1/1949، أنفجر رحم أمي فولدتُ هاني.
في ذكرى استشهاد عبد الناصر وعلى الضريح قال لي خالد جمال عبد الناصر : ” في كل مرة أراك فيها الى جانبي في هذه المناسبة ، أحمل وٍزراً معنوياً على كتفيِّ تجاه لبنان. قلت، بل تجاه الأمة كلها. قال: شكراً يا طيب .”
في 28 أيلول 1961، انفجر قلب الوحدة بين مصر وسورية .
وفي 28 أيلول 1970، أنفجر قلب الأمة فمات جمال عبد الناصر.
نٍمتُ حزيناً خائباً لفشلي في الالتحاق بالثورة الفلسطينية، التي كانت تتعرض للتصفية في الأردن .
ما أكاد استلقي إلاّ ويهزَّني الإعصار الصاعق لأهرعَ الى الأستاذ شبلي. ذلك الشيوعي العتيق الذي أمام مذياع الجامع، وراح ينتحب كطفل أضاع أباه في مناخ عاصف .
“مات عبد الناصر، مات قائد العرب، مات صديق الاتحاد السوفياتي، مات حبيب فلسطين.”
هي لحظات وتتدفق الجموع كسيول في وديان.
في ذلك اليوم ” الأيلولي” من سنة 1970، غيمت سوداء غطّت سماء المنطقة، وسجادة سوداء فُرشت في أرض البلدة من ثياب النساء المنتحبات ، تندب كل واحدة منهن “جسر بيتها” . تحلقن حول النعش المفترض، ورُحن يتناوبن على الندب بمناديل بيضاء تهتز صعوداً ونزولاً.
في “حضرة “سفير الأردن ، صهر البلدة ، قال أحدهم مجاملة للصهر :” برافو عالملك حسين، الفلسطينّي صاروا دولة ضمن دولة، والملك عمل واجبو تجاه شعبو ودولتو.” تصدى له عم الصهر الدكتور سلطان، الذي كان رئيساً لرابطة الطلبة العرب في باريس في الخمسينيات، وقال له : معك حق، هيدا عمل واجبو تجاه أميركا وإسرائيل، ” شو عم تحكي يا رجل؟ّ! مش عم صدق اللي عم إسمعوا أنا ما بقبل هالحكي، هيدا كلام يميني وما شغلتنا نجامل حدا .” رد عليه المُجامل: “خليني كمل كلامي، وهلق بحكيلك كلام يساري.”
*كاتب لبناني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

نتنياهو كذّاب وفاشي بامتياز!

د. جاسم يونس الحريري* في28 نوفمبر2011 وبسبب خطأ فني في تقنية الاتصالات كشف عن فحوى …