السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / رسالة إلى رسولنا الكريم!

رسالة إلى رسولنا الكريم!

خالد شـحام*
عليك أفضل الصلوات يا حبيبنا يا رسول الله ، كان يفترض بهذه المقالة أن تدوي بصوتها يوم الأربعاء الماضي في مناسبتها ، لكن المناسبات رحلت وعدنا من بعدها نحتفل بزجاجة رمل ونقطع شوطا جديدا في النسيان ، ولذا سنكتب هذه الرسالة في كوكب دري من تلك التي تكاد كلماتها تضيء ونرحل به إليه في مجرة حراء لعل دعاءا له يعبر النجوم و يرد إلينا البصر ويهدينا طريقا .
تطل ذكرى مولد النبي الأكرم مثلما يطل السحاب على الأرض القاحلة التي لم تذق قطرة الماء منذ سنوات في مشهد عالمي يبدو اليوم في أشد حالاته بؤسا وحزنا وكآبة ، المعاناة في كل مكان من حروب وصراعات وفقر ومجاعات وأهوال يشيب لها الولدان ، مشاهد متنافرة متناحرة بين دول وشعوب تعيش الرفاه والانفصام وأخرى تذوق الأمَرَّين والوبال ، دول تسعى الى ابتلاع العالم ومن فيه وتصفية سكانه ودول أخرى هائمة ضعيفة تبحث عن ملاذ آمن أو متنفس من الاختناق والديون والانهيارات المتتالية ، خرابات مدن وضحايا بلا قيمة ولأجل لا شيء، هذه هي صورة العالم الذي نعاصره وتحكمه عصابة لا تتمتع بأي مستوى أخلاقي أو إنساني ، عصابة مستعدة لحرق العالم عن بكرة أبيه في سبيل إبقاء نفوذها وثرواتها وهيمنتها على البشرية.
نحن نصحو كل يوم يا رسول الله ونحدق في اللاشيء لأننا مصابون بالصدمة والزهايمر المبكر والقسط الأبعد من متلازمة النسيان ، ثم نختم أيامنا بالوقوف بين يدي السحاب المسافر ونرسل دعاءا إلى سابع سماء ، العالم الذي عرفته في زمانك لم يعد كما كان وأصبح أكثر وحشية وأكل الروم كل شيء ، عالمنا الذي نعرفه يكاد ينفجر يا رسول الله ، يكاد ينفجر من شدة الكفر والانحراف عن قوانين الانسانية والاستخلاف في الأرض ، يكاد ينفجر من فداحة الظلم والجريمة التي يرتكبها السياسيون ورجال البنوك وتجار الأسلحة والأغذية والأدوية والنفط الملعون ، عالمنا الجميل الذي وهبه الله لنا يكاد يتحول إلى خرابة كبيرة بفضل حفنة من العاشقين للخراب والدم والأذى ، ، لقد سرقوا منا الخبز كي نعبد الخبز ، سرقوا المشافي والدواء كي نعبد السكري والسرطان الذي وضعوه في اجسادنا ، سرقوا منا السعادة كي نبحث عنها ونعوضها بجرعات من السُكْر أو الجريمة أو الآثام ، سرقوا بلادنا وحليب الأطفال وتاجروا بالشعوب ودفعوا بها الى الانتحار في البحر والممرات الشائكة والمدن البائدة ، يا رسول الله لقد صار الإسلام يصَنَّع عند آلهة الأمن و الاستخبارات ، والآيات يكتبها العسكر الساهرون على شقائنا وعذابنا وزكاة البنوك والربا تخصص لجيش الشيطان.
يا محمد بن عبد الله لقد تمكن المرتدون العرب من التغلغل في البلاد، وأنشاوا لأجل الحرب عليك وعلى دينك الفضائيات ووكالات الأنباء وقطاع الفن والترفيه حتى يتمكنوا من تحريف المولود في بطن أمه حتى قبل أن يولد ، لقد اعتقلوا العقل العربي وشنوا حربا لا هوادة على كل مرشد وكل مفكر وكل ناطق بالحق ليمنعوا صحوة الشعوب، لقد صرفوا وزن جبل أحُد ذهباً في سبيل الحرب على قرآنك الذي أوحي إليك من رب السموات والأرض ، لقد قتلوا صحابتك ألف مرة وطاردوا المهاجرين الى المدينة مليون مرة في البر والبحر والجو ، لقد مزقوا قرآنك وطعنوا فيه ووكلوا شعراء الفضائيات واليوتيوب والتيك توك في تفنيد منزلاته وحكيم حصاده وجاؤونا بمليون رسول للسفاهة والتفاهة، إنهم يحتفلون اليوم بعيد مولدك كي نوزع الحلوى على شفتي الجريمة ونحولك إلى صنم آخر من الأصنام التي تملأ حياتنا بلا طعم ولا أثر ولا حركة.
يا رسول الله ماذا نحكي لك؟ خرائط بلادنا هي مدن الفساد والجشع والاهمال والأمراض يرسمها نفس أعدائك القدامى المتوالدين ثأرا من جُحر التاريخ، في زمانك واجهت ابا لهب وبن المغيرة وابن سلول لكننا اليوم نواجه المسخ والأعور والكذاب وآكل النطيحة وصاحب السَّد وما تتلو الشياطين على النُطَف، نواجه جيوشا كاملة أولها في الجزيرة وآخرها لا يصله البصر لتحارب ما أنزلت به وما جاء به جبريل ، نواجه الهة الكذب والتزييف والضلال المزين بالسندس والديباج والحرير، في زمانك اتهموك بالسحر والجنون ولو عدت إلينا اليوم سينتظرك امن الدولة والدرك وفروع الجهاز بالمرصاد بتهمة الارهاب والانتماء لجماعات غير مشروعة ونشر الاخبار المضللة ويلبسونك ثوب الخطيئة ويفتنوك عن دينك، ابليس الذي كنت تحاربه في زمانك غير ابليس الذي نعيش معه ونتصادم مع مصائبه، لقد أعاد لنا قوم لوط بجيوش أقوى وأشد تسليحا وأعاد لنا ثمود وقوم نوح مع عتاد وبرمجيات وأسلحة تبيد الجبال .
ملك خيبر عاد يا رسولنا واعتلى منصة الامم المتحدة ونَصَّب نفسه زعيما على عالم العرب والاسلام واعاد فتح العواصم التي حررتها قبل ألف وأربعمائة سنة ورسم خرائط بلادنا من جديد ،
امتك تستغيث وتصرخ يا رسول الله، قل لنا ماذا نفعل والمغول الجدد يسكنون في بيوتنا؟ ماذا نفعل وقوم لوط ينصبون مدينة الخطيئة؟ يا رسول الله قل لنا أين الطريق وفلسطين والقدس والأقصى في قلب الحريق ؟
( يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر)
( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها )
( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِك )
( وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وإلى حَضْرَمَوْتَ، مَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ تَعَالَى وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تستعجلون )
( بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بالسَّناء والرِّفْعَةِ، وَالدِّينِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ )
( تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ )
( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ, إِلَّا الغرقد فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ )
( إِنَّكُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّه )

*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …