الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / طوفان الأقصى والضفة الغربية!

طوفان الأقصى والضفة الغربية!

د.محسن القزويني*
اهم ما تحقق في السابع من اكتوبر من عام 2023 هو احباط المشروع الصهيوني في تهويد الضفة الغربية من النهر الى البحر وذلك من خلال السياسات الاسرائيلية التي سعت الى تنفيذها خلال الفترة التي سبقت طوفان الاقصى، وهي معروفة لدى فلسطيني الضفة الغربية، وطالما حذر منها مسؤولون فلسطينيون وباحثون في التاريخ والاثار ،كان اخرها تصريح صالح طوافشة وكيل وزارة السياحة والاثار الفلسطينية الذي علق على سرقة اسرائيل للآثار الفلسطينية تحت ذريعة الحفاظ على الاثار؛ بان القرار يعكس مخطّطات الاحتلال لضم الضفة وتهويد الاراضي الفلسطينية وتوسيع المشروع الاستيطاني على حساب الوجود الفلسطيني وتعزيز سلطة المستوطنين في الضفة، وحسب الطوافشة؛ فان المشروع الصهيوني في سرقة الآثار يحمل في طيّاته اهدافا ايديولوجية وتوراتية بحتة و للسيطرة على المواقع الاثرية بالضفة لنهب مقدراتها وتزويرها واستبدالها برموز دينية توراتية. ووصف باحث الآثار الفلسطيني عبد الرزاق متاني قرار الاحتلال في السيطرة على المواقع الاثرية بانه “تهويد بامتياز” وانه يراد منه تحقيق الحلم الاسرائيلي في “ارض اسرائيل الكبرى” من البحر الى النهر وشطب اي وجود فلسطيني، وطمس الحضارة العربية والاسلامية. وياتي هذا المشروع الصهيوني تحت ذريعة الحفاظ على المواقع الاثرية للضفة الغربية والتي قدرت من 3064 موقعا أثريا وخصصت لتنفيذ هذا المشروع 34 مليون دولار.
والى جانب ذلك شجعت اسرائيل المستوطنين على بناء المزيد من المستوطنات والتمسك بالمنشات التي اقاموها في الضفة الغربية من خلال المسيرات التي دعا اليها مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية وذلك بتوفير النقل الآمن والحماية الكاملة لاقتحام القرى والبلدات الفلسطينية التي فيها آثار اسلامية وتاريخية وفعلا بدات هذه المسيرات الجماعية طوال الفترة التي سبقت السابع من اكتوبر وكان الهدف منها تثبيت اقدام المستوطنين وتشجيعهم على بناء المستوطنات ومحو الآثار الاسلامية منها.
اما على صعيد المسجد الاقصى فمضت اسرائيل في السيطرة على هذا المعلم الديني فوضعت حجر الاساس لانشاء جسر بطول 200 متر يربط المناطق اليهودية بالمسجد الاقصى كذلك فقد نجحت اسرائيل خلال المدة المنصرمة على السيطرة على 50% من الاراضي الفلسطينية بصورة عامة والقدس بصورة خاصة تحت ذرائع مختلفة منها بناء المستوطنات وانشاء مقرات عسكرية واقامة المحميات والقيام بعمليات التنقيب عن الهيكل الاول والثاني، ووراء كل ذلك هدف السيطرة على المسجد الاقصى والضفة الغربية. وقد قامت المقاومة الباسلة باحباط هذا المشروع في السابع من اكتوبر حيث لقنته درسا لن ينساه وبرهنت له ان الشعب الفلسطيني يقظ وانه لن يسكت على ما يقوم به من السيطرة على الارض وسرقة الاثار والمدن وان القضية الفلسطينية لا زالت حية في الضمائر لا يمكن اسكاتها او تطويعها للهيمنة الصهيونية. من هنا لم يكن السابع من اكتوبر سببا للعدوان الاسرائيلي على القطاع كما يقول البعض لان هذا العدوان مستمر بسبب او بدون سبب وتاريخه الاجرامي خلال 75 عاما يؤكّد للجميع بانه لا يحتاج الى سبب لتنفيذ مآربه واهدافه في العدوان على الشعب الفلسطيني.
بل كان السابع من اكتوبر يوما لهزيمة العدو الذي جن جنونه فاخذ يفتك بالاطفال والنساء ليعوض عن عجزه وهزيمته في المعركة، فكان لابد من ادانته على تلك الجرائم وليس ادانة المقاومة (حماس والجهاد) التي رفعت رؤوس اهل غزة. بل رفعت راس كل مسلم وعربي، ونكست راس العدو الذي اقر ولاول مرة بالهزيمة وبالامس حمل نتنياهو مسؤولية الاحباط والهزيمة بجميع من شاركه مسؤولية الحرب، عندما اجاب احد المراسلين الصحفيين قائلا: بانه لا يتحمل مسؤولية الاحباط في السابع من اكتوبر لوحده.
*كاتب عراقي

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …