السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / رسالة إلى الوالي .. الاحساس المعدوم ..

رسالة إلى الوالي .. الاحساس المعدوم ..

حسن الوريث

تعرض صديقنا الصغير علي لوعكة صحية تم إسعافه إلى أحد المراكز الصحية الحكومية وبعد إجراء الفحوصات الطبية تبين أن عنده التهابات روماتزمية مرتفعة يتطلب معها عرضه على طبيب مختص ونظرا لعدم وجود هذا التخصص في المركز فقد كتب لنا الطبيب المعالج في المركز أسماء عدد من الأطباء وعياداتهم وتم التنقل بين تلك العيادات لكن كل الأطباء كانوا في اجازة لأن اليوم خميس وحتى أيضا في المراكز الطبية الخاصة لم نجد اي طبيب متخصص يداوم ونصحونا بالانتظار إلى يوم السبت القادم.
سيدي الوالي..
خرجت انا وصديقي الصغير علي بنتيجة مفادها أن كل مانسمعه في وسائل الاعلام عن خدمات صحية في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية كذب على الناس ومجرد ضحك على الدقون فالخدمات الصحية فيها متردية بل انها معدومة وحتى اغلب المستشفيات الخاصة فإنها صارت مجرد دكاكين تذبح الناس من الوريد إلى الوريد دون حتى أن يجدوا اي خدمات فيها اما المستشفيات خمسة نجوم فإنها مخصصة لكبار القوم والمسئولين الذين يدفعون لها من خزينة الدولة اما المواطن فهي محرمة عليه .
سيدي الوالي..
المواطن المسكين يظل يعاني ويقاسي من الأمراض ويتنقل بين المستشفيات الحكومية حتى يموت ويتعذب اهله ويبيعون مافوفهم وماتحتهم ولا فائدة والكارثة الكبرى أن مسئولينا يخرجون علينا يوميا بتصريحات وهمية وكاذبة عن تطوير الخدمات الصحية وان المستشفيات تتوفر فيها كافة الأجهزة والمعدات لكن كل ذلك غير موجود ومن كذب جرب وعليكم زيارة أحد المستشفيات الحكومية في العاصمة صنعاء لتعرفوا مدى الكذب والتضليل الذي يتعرض له الناس الذين يحاول بعضهم الخروج من البلاد للعلاج في الخارج لأنه فعلا فقد الامل في دولة تحترم نفسها وشعبها وتقدم لمواطنيها أبسط الخدمات .
سيدي الوالي..
اعتقد ان دولتنا فقدت الإحساس بشعبها ومواطنيها ولايهمها معاناة الناس الذين يموتون يوميا جراء انعدام الخدمات الصحية وجراء الحوادث المرورية ومن المبيدات المسرطنة ومن القهر والألم لانهم لم يجدوا من يوصل رسائلهم ومعاناتهم والامهم والا لكانوا حصلوا على آلاف الدولارات كما يحصل عليها المسئولين وليس لديهم القدرة على أن يشرشحوا بالدولة أو يهينوها ويمسحوا بكرامتها الأرض كما فعل أحدهم حتى حصل على عشرات الآلاف من الدولارات مقابل قيمة علاج في الخارج وتسابق كبار رجال الدولة على مراضاته وكل ذلك لأنه اهانهم بينما المواطن المسكين والمغلوب على أمره يعاني ويعاني ويموت دون أن يجد من ينقذه أو على الأقل يقدم له أبسط الأمور والخدمات .
سيدي الوالي..
وصلت إلى قناعة تامة ان من يدير الدولة والحكومة هم كذابين الزفة وانهم عديمي الإحساس وانهم لايعترفون سوى بكل من يهينهم ويكسر شرف الدولة والحكومة وهكذا تدار الأمور والسؤال الذي يطرح نفسه.. إلى متى ستظل الدولة والحكومة بعيدة عن الناس وهمومهم وقضاياهم وتوفر لهم أبسط حقوقهم من خدمات صحية وغيرها ؟ وإلى متى سيظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب فلا يجده ؟ وإلى متى ستظل الدولة والحكومة عديمة الإحساس بالناس إلا بمن يهينها ويهين مسئوليها؟وهل سيظل التعيين في الدولة والحكومة خاضعا لمنطق القرابة والولاء والخبرة بضم الخاء أو من يدفع ثمن المنصب بالفلوس؟ فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو ويبقى المواطن مظلوم ومسكين بين دولة وحكومة لا تحترم نفسها وشعبها وبين ظروف قاهرة ؟.. دعواتكم لصديقنا الصغير علي بالشفاء العاجل ..

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …