الأربعاء , نوفمبر 6 2024
الرئيسية / اراء / الانعطافة الأخطر في حرب الإبادة والتهجير!

الانعطافة الأخطر في حرب الإبادة والتهجير!

د. كمال ميرزا*
إعلان قطاع غزّة باعتباره “ساحة قتال ثانويّة” هي الانعطافة الأخطر منذ انطلاق حرب الإبادة والتهجير الصهيو – أمريكيّة المُمنهجة على الشعب الفلسطينيّ.
هذا الإعلان فيه إشعار بانتقال حرب الإبادة والتهجير من مرحلة الاستهداف الشامل إلى مرحلة الاستهدافات الموضعيّة المركّزة الرامية إلى محو غزّة وأهلها عن الخارطة منطقةً منطقةً، وحيّاً حيّاً، وشارعاً شارعاً، وبيتاً بيتاً!
كما أنّ هذا الإعلان فيه إشعار بنيل ماكينة الإجرام الصهيونيّة ضوءاً أخضر للمضيّ قدماً في إنجاز مهمتها وإتمام مخطّطها لتسويّة غزّة بالأرض وتفريغها وإعادة احتلالها، ليس من قِبَل أمريكا، فالضوء الأخضر الأمريكيّ حاصل حتى ما قبل “طوفان الأقصى”، بل من قِبَل منظومة دول الاعتدال العربيّة والإسلاميّة التي ازدادت “كلاحةً” و”صفاقةً” مع مرور الوقت، ولم يعد يعنيها تمويه أو تلطيف أو تجميل حقيقة ولاءاتها واصطفافاتها إلى جانب كلّ ما هو صهيونيّ وأمريكيّ ضد كلّ ما هو مقاوِم وممانِع!
أمّا استخدام كلمة “ثانويّة” في وصف جبهة غزّة حاليّاً فهو ينضوي على عدة مستويات من الخباثة الدعائيّة الصهيونيّة التي تتدرّج من الأقل خطورة إلى الأشدّ خطورة، والإعلام العربيّ كالعادة يتلقّف مثل هذه الأوصاف كما هي، ويتداولها على عواهلها للأسف دون تمييز أو تمحيص!
فمن ناحية استخدام وصف “ثانويّة” فيه محاولة للإيحاء بنصر أو إنجاز وهميّ حققته ماكينة الحرب الصهيونيّة في غزّة، أي أنّنا أنهينا بنجاح مهمّتنا “الأساسيّة” هناك ولم يتبق أمامنا سوى بعض الرتوش!
ومن ناحية ثانية استخدام وصف “ثانويّة” فيه إيحاء ضمني بالقضاء على قوّة المقاومة في غزّة، وأنّ ما تبقّي منها من جيوب و”شرذمات” هنا وهناك لا يستحق إيلاءه جهداً أساسيّاً ومركّزاً قياساً بجبهات وأولويّات أخرى.
ومن ناحية ثالثة استخدام وصف “ثانويّة” فيه محاولة للتعمية على حقيقة أنّ جبهة غزّة هي الأصل، وهي الأساس، وهي “مفتاح العَقْد” ومربط الفرس بالنسبة لمحور المقاومة برمّته ووحدة الساحات برمّتها.
ومن ناحية رابعة استخدام وصف “ثانويّة” فيه محاولة للتهوين والتلطيف من وقع الجرائم والفظائع التي تقترفها ماكينة الإجرام الصهيونيّة في هذه المرحلة، والتي تفوق في وحشيّتها ودناءتها كلّ ما سبق اقترافه لغايّة الآن خاصة من حيث استخدام أسلحة التعطيش والتجويع والترويع!
ومن ناحية خامسة استخدام وصف “ثانويّة” يُعطي وسائل الإعلام ذريعة للتعتيم على ما يُقترف من موبقات في شمال غزّة، وإيلاء الأهميّة لتغطيات أخرى وجبهات أخرى.
وأخيراً استخدام وصف “ثانويّة” يُعطي الدول العربيّة والإسلاميّة وما تسمّى الشرعيّة الدوليّة الذريعة لمزيد من التعامي والتغاضي عن التطهير العرقي الحثيث وجرائم الحرب السافرة التي تُقترف بحق الشعب الفلسطينيّ هذه اللحظة، فإذا لم يتحرّك جميع هؤلاء والجرائم “الأساسيّة” تُقترَف، فهل سيتحركون الآن من أجل جرائم “ثانويّة”؟!
طبعاً الكلمة النهائية للردّ على كل ما تقدّم تبقى لـ “الميدان”، لكن بطولات الميدان ومعجزاته لا تلغي وقع الحقد والإجرام الصهيو – أمريكيّين على النفس، ودناءة التخاذل والسكوت العربيّ والإسلاميّ!
*كاتب اردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

تحليل..قضية فلسطين والجهاد الأفغاني وإيران..!

مطهر الأشموري* بعد أول “كامب ديفيد” جاء مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى المنطقة، وكان بين …