د. محمد أبو بكر*
يلعن أبو الخوف؛ العرب يسارعون بتقديم التهاني لدونالد ترامب، بالطبع ليس محبّة للرجل، بل خوفا وخشية مما ستحمله الفترة القادمة، وبالتأكيد فإنّ الرئيس القادم بقوة للبيت الأبيض قد بدأ التحضير والتجهيز، لاستكمال ما بدأه في فترته الأولى.
ترامب مبدع في الإبتزاز، مارس ذلك خلال الفترة الأولى من حكمه، العربان وضعوا بين يديه مئات المليارات، فالرجل لا يقدّم خدماته لهؤلاء العربان مجانا، فعليهم أن يدفعوا، فكراسيهم باتت غير مضمونة سوى بالدفع، وغير ذلك فإنّ ترامب ربما يريهم وجها مختلفا.
العرب سوف يستمرّون في دفع الجزية، لا بديل عن ذلك، إن أرادوا السلامة والنجاة والإستمرار في الحكم، وأجزم بأنّ العديد من الحكّام العرب بدأوا بتجهيز وإعداد ( رزم ) الدولارات لتقديمها للسيد ترامب، الذي يعرف كيفية التعامل مع عربان هذا الزمان.
في المقابل ؛ وحسب المعلومات فإنّ الرئيس الفائز يجّهز هدايا لا حصر لها، سيجري تقديمها على طبق من ذهب لحليفه نتنياهو، ومنها مساعدات مالية بالمليارات، ودعم عسكري وتسليح غير محدود، واستكمال موضوع القدس، من خلال الموافقة على بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى، وربما يذهب بعيدا في اتّجاه تأييد السيادة الصهيونية على كامل مساحة الضفة الغربية.
من سيجرؤ على قول لا للسيد ترامب ؟ رغم كل ما نتوقع حدوثه آنفا، وما يجري في غزة ولبنان، فإنّ قطار التطبيع المخزي سيعود بقوّة مع ترسيخ انبطاح بعض الأنظمة، واتفاقات أبراهام سوف تتوسّع، يالنا من أمّة تهوي نحو المجهول، وهي تستعد للعيش في ظلّ أربع سنوات عجاف، مالم يكن للشعوب العربية الحرّة رأي آخر، ينسف كلّ ماذهبت إليه.
شخصيا ؛ أنا مرتاح جدا لعودة ترامب، فالرجل واضح تماما، لا يهمّه أبدا الأعراف الدبلوماسية والمجاملات، وكما يقال.. ( إللي في قلبه على لسانه )، وهذه مسألة مريحة بالنسبة لنا ولي شخصيا، رجل يعشق الفضائح، وكشف الأسرار، وكذلك كشف كل ما هو مستور !
أجزم بأنّ أمّة العرب سوف تتحوّل إلى أضحوكة في عهد ترامب، ومن لم يعط الطاعة والولاء لسيّد البيت الأبيض القادم سيفقد موقعه بسهولة، وحكّام الردّة جاهزون لتلك اللحظة، وهم اعتادوا على ذلك، فالخسّة والنذالة تسري في دمائهم، ناهيك عن خيانتهم لشعوبهم وقضية فلسطين، وهذا التخاذل والتواطؤ المخجل المخزي.
ترامب يخاطب الحاجب.. ياغلام ؛ اتّصل بحلفائنا الإستراتيجيين، وأخبرهم بأن الحاكم يريد دفع الجزية بأسرع وقت، ومن يتأخر عن ذلك، اقطع رأسه !
سؤال.. لو إحنا مش حلفاء استراتيجيين لأمريكا، شو ممكن يعملوا فينا، غير دفع الجزية ؟ جاوبوني دخيلكم !
*كاتب فلسطيني
شاهد أيضاً
التفاؤل في “إبليس”..!!
حمدي دوبلة* -التفاؤل الذي أبداه البعض – وخصوصا من عرب ومسلمي الولايات المتحدة، ممن أعطوا …