اليمن الحر الاخباري
يواصل أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات مارب تقدمهم الميداني باتجاه مركز المحافظة ، التي تئن تحت سطوة مليشيات الارتزاق والعمالة التابعة للعدوان السعودي وأغلبها من العناصر الإرهابية والإخوانية التي تتحكم أمنيا بالمحافظة ، وفيما تتواصل انتصارات أبطالنا في المعارك الدائرة هناك ، يستنفر تحالف العدوان أبواقه ومرتزقته وداعميه ومرتزقته؛ ومجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة ، والسفراء المهاجرون في الرياض ، في إطلاق التصريحات والتلويح بالتهديدات والضغوط ، ما يعكس صعوبة الموقف الذي عليه تحالف العدوان والإرهاب والمنظمات والسفراء ومجلس الأمن والأمم المتحدة.
المبعوث الدولي مارتن غريفيث ، هو الآخر قدم الثلاثاء الماضي إحاطة إلى مجلس الأمن حول التطورات في اليمن حد وصفه ، لكنها في الحقيقة نكف أممي لإغاثة تحالف العدوان والارتزاق الذي ينهار في جبهات مارب ، إحاطة اتسمت بالمغالطات والانحياز الواضح ، متجاهلا جرائم تحالف العدوان ،وتصعيده العسكري وتشديده الحصار على اليمن ، وتعنت «حكومة الرياض» في ملفات تبادل الأسرى وصرف الرواتب وتدفق سفن السلع والوقود ، من جانبهم صرح وزراء خارجية ألمانيا والكويت والسويد وبريطانيا وممثلو أمريكا والصين وفرنسا وروسيا والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك لهم، أمس الاول، بمخاوفهم من سقوط مارب عبر تعبيرهم عما سموه «القلق الشديد حيال استمرار الهجوم على محافظة مأرب وتهديده السكان بخطر جسيم».
البيان المشترك لاجتماع وزراء الخارجية وممثلي الدول الأربع والاتحاد الأوروبي، دعا لوقف المعارك في مارب و”ضرورة إبرام اتفاق عاجل لإنهاء الصراع والدخول في فترة انتقالية يتم فيها تقاسم السلطة بين مختلف المكونات السياسية والاجتماعية وضمان انتقال سلمي للسلطة عبر انتخابات” ، وهي بالتأكيد دعوة لا تعبر عن صحوة ضمير هؤلاء ، ودولهم الذين ضحكوا كثيرا وصمتوا طويلا عن جرائم القتل المتعمد والتدمير والإبادة والتجويع ، التي مارسها تحالف العدوان والإرهاب الذي ينخرط فيه معظم دول هؤلاء السفراء القلقون طيلة ستة أعوام مضت ، بل هي محاولة لترميم جسور التواصل والثقة التي دمرها المبعوث على نفسه بفعل انحيازه المكشوف لتحالف العدوان حتى بات غير مرحب به في صنعاء ، ومحاولة لإنقاذ تحالف العدوان من الهزيمة الوشيكة في مارب ، وقد دعوا إلى «التعامل مع غريفيث بشكل بناء ومستمر دون شروط مسبقة».. مطالبا من سماها «الدول المجاورة لليمن باستخدام نفوذها لدعم جهود الأمم المتحدة من أجل التوصل بسرعة إلى اتفاق بشأن مقترحات السلام».
بيان وزراء خارجية ألمانيا والكويت والسويد وبريطانيا وممثلي الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والاتحاد الأوروبي، تجاهل التصعيد العسكري للتحالف وحصاره واحتجازه سفن المشتقات النفطية منذ فترات متفاوتة بلغت لأقدمها احتجازاً 172 يوماً، وتسببه في شلل لمقومات عيش 20 مليون يمني ، مكتفيا بدعوة «الأطراف اليمنية» دون ذكر تحالف العدوان، إلى «احترام وقف إطلاق النار في الحديدة والتواصل بشكل بناء بشأن تنفيذ اتفاق ستوكهولم، بما في ذلك مهام آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش» دون الإشارة للطرف المعرقل لتنفيذ الاتفاق، وتعنت التحالف و”حكومة الرياض”.
وفي الوقت نفسه، مدد بيان التسويغ لحصار تحالف العدوان على اليمن، وبالذريعة نفسها عبر تأكيده «ضرورة الامتثال الكامل من الدول الأعضاء المعنية بحظر الأسلحة المفروض بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن». وإشارته إلى «الضرورة الملحة لخفض التصعيد العسكري في أنحاء اليمن».
تسويغ الحصار تزامن مع إقرار البيان بـ «تزايد انعدام الأمن الغذائي وأن المجاعة باتت احتمالا واقعيا في اليمن خلال العام 2020 في حال استمرار عرقلة استيراد المواد الغذائية أو عوائق توزيعها التي تفاقمت بسبب تفشي جائحة كوفيد-19».، والتعبير عن القلق انخفاض تمويل المانحين لبرامج خطة الإغاثة الأممية» ، وقال: «نعرب عن قلقنا العميق إزاء تلقي الأمم المتحدة أقل من 30 % من التمويل الذي تحتاجه اليمن خلال 2020، وندعو جميع المانحين إلى إنفاق التعهدات الحالية على الفور، والنظر في تقديم المزيد من المساهمات المالية لتفادي حدوث مجاعة في اليمن».. مجسدا رغبة أممية في استمرار استثمار معاناة اليمنيين.
مضيفا: «نحث شركاء اليمن على بحث جميع التدابير الممكنة لتعزيز الاقتصاد بما في ذلك ضخ النقد الأجنبي بانتظام في البنك المركزي واتخاذ خطوات لتشجيع انسياب الواردات التجارية الحيوية من خلال جميع موانئ اليمن». دون الإشارة إلى تسبب تحالف العدوان في تدمير الاقتصاد اليمني وتقييد نشاط الموانئ والمطارات ، وجدد زعمه أن «المجتمع الدولي ملتزم بالحفاظ على سيادة اليمن ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه»، متجاهلا انتهاك تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني لسيادة اليمن وتشكيله مليشيات مسلحة تقوض الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرته، وتعمل على تنفيذ أجندة أطماع قطبي التحالف، التي غدت علنية.
بيان وزراء خارجية ألمانيا والكويت والسويد وبريطانيا وممثلي الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والاتحاد الأوروبي، جدد تأكيد «الدعم الكامل للمبعوث الأممي وجهوده لتسهيل الاتفاق المشترك بين الأطراف اليمنية على وقف إطلاق النار على المستوى الوطني، والتدابير الإنسانية والاقتصادية، واستئناف عملية سياسية شاملة وجامعة».
لكنه في الوقت نفسه جدد تأكيد «التزامها بعملية السلام اليمنية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني». في تناقض يعكس مراوغة الدول الخمس دائمة العضوية حيال حرب التحالف السعودي الإماراتي.
في المقابل، يتمسك المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ بوثيقة الحل الشامل في اليمن، المقترحة والمقدمة للأمم المتحدة، والتي تطرح وقفا شاملا لحرب التحالف وعملياته كافة، ورفع الحصار الجوي والبري والبحري، وتنفيذ معالجات عاجلة إنسانية واقتصادية، ثم الدخول في حوار للحل السلمي واستئناف العملية السياسية ، وفي أول تعليق، رد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، على البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية ألمانيا والكويت والسويد وبريطانيا وممثلو الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والاتحاد الأوروبي، ليل الخميس، بتأكيده تأييد «حل متوازن في اليمن لا حلا مفروضا» من تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي.
وقال محمد الحوثي في تغريدة على منصة «تويتر» ليل الخميس: إن «الحل في اليمن لا بد أن يكون حلا متوازنا وليس الحل الذي يحاول العدوان فرضه ليكون المتحكم به بتيسير الأمم (المتحدة)». في إشارة إلى إثبات مجريات الأحداث افتقاد الأمم المتحدة استقلالية القرار وانعدام حياديتها، وتبعيتها للدول الخمس ودول تحالف العدوان ، موجزا «الحل المتوازن» في اليمن، بقوله: «عودة اليمن إلى الوضع الطبيعي ما قبل العدوان هو الأمر الحيوي لليمنيين، بعودة الرواتب وخروج المحتلين وإعادة الأسرى وإعادة الإعمار وترك أبناء الشعب يديرون وطنهم بلا أي تدخلات من تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي وسفراء دول الوصاية الدولية على اليمن، العشر».
وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني، اللواء جلال الرويشان، أكد في تصريح صحافي، الأربعاء الماضي أن «معركة تحرير مارب جزء من معركة تحرير كل شبر في اليمن من قوات الغزو والاحتلال». متوعدا دول تحالف العدوان بردع قوي وحازم لتصعيدها العسكري في اليمن والتمادي في جرائمها بحق اليمنيين.