السبت , يونيو 14 2025
الرئيسية / اراء / يا عمّال العالم انتظروا …!

يا عمّال العالم انتظروا …!

د. محسن القزويني*
لم يبق من كلمات كارل ماركس التي اطلقها في عام 1848 الا لوحة مكتوبة على قبره بالالمانية يا بروليتاري العالم اتحدوا Proletarier aller lander vereinigl !eucn وقد اطلقها وهو يعيش في اقصى الظروف الاقتصادية في شقة صغيرة وبطن لم يشبع من الطعام .وخرجت كلماته من صدر مقهور تفوح منه رائحة المرض والغضب والحقد على الراسمالية المدمرة للبشرية وبعد قرابة 183 عاما من المقولة نقول لماركس :إن كلماتك التي اطلقتها صارت سببا لحربين عالميتين ولعشرات النزاعات والحروب الاقليمية والمحلية ولم تحقق السلام والعدالة التي دونتها في البيان الاول مع رفيق دربك انجلز. ونقول لماركس إن الراسمالية التي جعلتها هدفا لسهام افكارك ازدادت وحشية وسحقا للفقراء والمساكين الذين اصبحوا اليوم وهم يشكلون الغالبية العظمى في كرتنا الارضية.

فلقد الغت الراسمالية دور العامل واستبدلته بالروبوت وما هي الا سنوات حتى لا يبقى اي عامل على وجه البسيطة ولم يبق لافكرك في العدالة الاجتماعية الا الاجزاء الثلاثة من كتابك راس المال الذي يُزين بها رفوف المكتبات في الجامعات واصبحت جزءً من التاريخ .ويعود هذا المصير غير الماسوف له للماركسية في الحقيقة التاريخية التي لم يدركها ماركس وهي : إن مشكلة العالم لا تكمن في الراسمالية وحسب بل في النظرة المادية الى الحياة اذ كانت البشرية في عهده وبعده تقف على رجِلٍ واحدة وهي المادية بعيدا عن الروح والقيم العليا التي لا تجدها الا في الدين الذي جعله ماركس عدوه الاول بعد الراسمالية واستخدم معوله للقضاء عليه قائلا: الدين افيون الشعوب.

وحاول المؤمنون بماركس تطبيق افكاره في الحياة وقامت دول على النظرية الماركسية لكنها لم تجلب للشعوب ما حلم به صاحب النظرية في الرفاهية والعدالة الاجتماعية بل جلبت لها البؤس والحرمان فاضطرت تلك الدول للعودة الى الراسمالية مجددا ذلك لان الماركسية و الراسمالية ابناء لامٍ واحدة هي المادية، ولو نهض ماركس اليوم وخرج من قبره وهو يرى هذا التحّول الذي يشهده العالم في عصر الذكاء الاصطناعي والروبوت لغير مقولته الشهيرة ولاصدر بيانا آخر مطلعه يا عمال العالم انتظروا.. فثمة مستقبل مشرق تنتظر البشرية لتحقيق السلام والعدالة الاجتماعية على ايدي المصلحين الاسلاميين وليس الدواعش المُخّرفين بل الاسلاميين الاصلاء الذين يتخذون من القرآن الكريم منهجا وطريقا للحياة السعيدة ويقتدون بالنبي الاكرم الذي ارسى معالم اول دولة عادلة في التاريخ البشري والتي ستعود كما وعد القران الكريم ( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين).

الدولة العادلة التي ستحقق التوازن في حياة الانسان بين المادة والروح ، وستحقق الامن الاجتماعي باحداث التوازن بين مصالح الفرد ومصالح المجتمع وستوفر فرص العمل لكل انسان في المجتمع لتحقيق ما كان يصبو اليه ماركس في العدالة الاجتماعية والتي حلم في تحققها في الشيوعية الثانية التي ذهبت مع الشيوعية الاولى مع ادراج الرياح اذ لا تتحقق هذه العدالة الا في ظل الاسلام الذي يعطي لكل صاحب حق حقه والذي ينظر الى الحياة بنظرة واقعية ويحّول التناقضات من صراعات ابدية عند ماركس الى توازن مستدام في جميع مرافق الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

*كاتب عراقي

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الكيان الى زوال!

الياس فاخوري* اسرائيل الى زوال – هل تحاول اسرائيل حياكة أسطورة الموساد والأمن الاسرائيلي لتكتب …