حمدي دوبلة
بحلول يوم غد الثلاثاء الثالث من نوفمبر تكون انتخابات الرئاسة الامريكية قد وصلت الى ساعة الحقيقة وربما خلال ساعات فقط سيكشف النقاب عن الرئيس القادم الى البيت الابيض وعن مااذا كان هو مرشح الحزب الجمهوري الرئيس الحالي دونالدترمب ام منافسه السيناتور/جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي الذي تشيرنتائج استطلاعات الراي الى تقدمه بعدد لاباس به من النقاط مايجعل النظام السعودي يحبس انفاسه ويكاد يٌصاب بالاغماء من شدة القلق حسب كثير من المحللين السياسيين .
يشير هولاء المحللين السياسيين الى أن انتخابات الرئاسة الأمريكية أصبحت في الآونة الاخيرة تمثل الشغل الشاغل للسعودية ووسائل إعلامها حيث تبذل قصارى جهدها للتأثير على الناخبين العرب المقيمين في أمريكا لدفعهم نحو صناديق الرأي لمصلحة الرئيس دونالد ترامب..بعكس ماكان عليه الحال قبل اربعة اعوام وبالتحديد اثناء الانتخابات الرئاسية الماضية حينما سخرت السعودية كل امكانياتها لدعم مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ضد الجمهوريين ومرشحهم آنذاك دونالد ترمب الذي قلب كل التوقعات وتفوق على كلينتون واثبت من خلال انتصاره في تلك الانتخابات ان نتائج استطلاعات الراي الامريكية ليست بتلك المصداقية والدقة والنزاهة التي اعتقدها الناس لعقود طويلة وانها عادة ماتخضع لتدخلات وتاثيرات اموال امراء النفط والفسوق في الانظمة العربية العميلة للادارة الامريكية سواء كانت جمهورية او ديمقراطية
-استفاد ترمب حينها من الدعم العلني من اعراب الصحراء لمنافسته الديمقراطية وحقق فوزا دراماتيكيا ومفاجئا وعلى غير ماكانت تشير اليه استطلاعات الراي ليدشن بعد ايام فقط من وصوله الى البيت الابيض اولى زياراته الخارجية الى الرياض وهناك ابرم اتفاقيات وصفقات بلغت قيمتها 460مليار دولار ادخلها الى الخزينة الامريكية بكل سهولة وعلى عكس ماكان يثرثر به في حملته الانتخابية ومعارضته الصورية للحرب على اليمن وللسجل الاسود الذي تمتلكه مملكة سعود على مستوى انتهاكات حقوق الانسان وغياب الديمقراطية وكل اشكال قيم المدنية الحديثة في منظومة الحكم السعودي انبرى ترمب ليتقدم صفوف العالم في دعم العدوان وتوسيع المشاركة الامريكية الفعلية فيه والتغطية على الانتهاكات الصارخة التي اقدم عليها النظام السعودي في عدوانه الغاشم على اليمن والتبرير لممارسات البطش والتنكيل التي نفذها محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ازاء خصومه ومعارضيه في داخل المملكة وخارجها واذا بمن يدعي الانسانية والحرية في مقدمة المدافعين عن السعودية في جريمة اغتيال الصحفي السعودي المعارض الذي يحمل الجنسية الامريكية جمال خاشقجي وتقطيع جثته اربا بمناشير كهربائية في جريمة هزت الضمير الانساني على هذا الكوكب.
-هذا الدعم الكبيروالمتواصل من ترمب لنظام بن سلمان هو مايجعل هذا الاخير بحسب مراقبين يشعر بقلق عميق وبل برعب شديد من إمكانية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات اليوم ولعله يرى في ذهاب ترمب الذي مازال يحلب البقرة الحلوب كمايسميها بكل ضراوة وبلارحمة تهديدا حقيقيا لبقاء عرشه ونظامه الهش كما يريد ان لا تتعثر مساعي جهود التطبيع بين الرياض وتل ابيب الت تتم برعاية مباشرة من ترمب وربما لن تمضي مسيرة التطبيع العلني بالصورة السريعة والمنشودة اذا ماغادر البيت الابيض
-هذا الرعب المبالغ فيه والقلق الكبير من قبل بن سلمان على المستقبل السياسي لترمب الذي لايستبعد مراقبون ان يخسر الانتخابات ويذوق من ذات الكاس التي ذاقت منها هيلاري كينتون في الانتخابات السابقة ليس له مايبرره فالسياسة الامريكية المعادية للانسان والانسانية تستمر ثابتة على الدوام وسواء انتصر ترمب اوبايدن فستبقى الادارة الامريكية على نهجها المعهود في دعم الفساد والمفسدين ومناصرة الطغاة واعداء الحياة اينما كان كائنهم.
“نقلا عن صحيفة الثورة”