حمدي دوبلة
اتفاقات السلام لا تُبرم إلا بين الأضداد الأقوياء، أما مهازل التطبيع التي هرولت إليها بعض الدول المحسوبة على أمة العرب والإسلام فهي ذل وهوان وخيانة من جانب الأعراب يقابله كبر واستعلاء وصلف من قبل العدو الغاصب، وهو ما عبر عنه صراحة وبكل فخر رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو الذي أعاد السبب في موضة التطبيع الى ضعف العرب وقوة إسرائيل، لذلك فجميعهم يخطبون وده بحثا عن الحماية مدفوعة الثمن.
-(النتن) لم يكن كاذبا أو متجنيا وهو يصف المطبعين معه بالضعف وينظر اليهم بكل هذا الاحتقار فهم احقر من ذلك وغثاء كغثاء السيل وعبء على الأمة، ولكنه يخطئ كثيرا اذا اعتقد بأن أنظمة مثل تلك التي في أبوظبي والمنامة والخرطوم والرباط ومن خلفهم الرياض هي من تمثل أمة العرب وتعبر عن ضمير وثقافة ومبادئ الشعوب الرافضة للهوان والضيم، وان على نتنياهو وأمثاله من الواهمين أن يدركوا تماما بأن التطبيع أو التحالف مع قادة هذه الأنظمة الخواء لن توفر له أمانا أو تمنحه حقا، بل على العكس من ذلك ستتنامى ضده وضد كيانه المحتل مشاعر الغضب والعداء وسيذوق الهزيمة والاندحار على أيدي أحرار الأمة عاجلا أم آجلا، ولن يكون بمقدور أصدقائه الضعفاء كما يصفهم فعل شيء لحمايته أو حتى حماية عروشهم .
-هذه الأنظمة العربية المطبعة التي سخرت إمكانياتها لخدمة المشروع الصهيوني سرا طوال العقود الماضية لعلها أحسنت صنعا اليوم وهي تنتقل بخدماتها إلى العلن، ولعل في ذلك حكمة يعلمها الله القائل في محكم التنزيل وهو يصف المنافقين الأوائل الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ”
” لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ” لذلك فان تخلفهم كان في صالح جيش المسلمين .
-على أحرار الأمة الذين يتألمون اليوم وهم يشاهدون اتفاقات التطبيع المهينة مع العدو تتناسل وتتناسخ الواحدة تلو الأخرى في طابور طويل بشر به الرئيس الأمريكي المهزوم دونالد ترامب بانه يشمل تسع دول وليس الأربع فقط التي قد أعلنت رسميا ومنها ما أصبح وشيكا جدا على غرار نظام ابن سلمان وفقا لما اعلنه صهر ترامب بأنه أصبح حتمياً ,عليهم أن لا يحزنوا فلعل في ذلك الخير والتسريع برحيل هذه الأنظمة التي جثمت على صدور الناس طويلا وعبثت في مصالح وثروات وحقوق الأمة ومقدساتها.
-بات على دول الخنوع والاستسلام الخليجي التي تتسابق لدفع الجزية إلى السيد الأمريكي نظير الحماية أن تدفع جزية أخرى إلى نتنياهو من منطلق الخوف من قوته وبطشه كما بات واضحا من خلال تصدر دول تحالف العدوان على اليمن لمشهد التطبيع، الأهداف الحقيقية لهذا العدوان ذي الشعار العربي والأهداف والمضامين الصهيونية وهو يقترب من إكمال عامه السادس.