د. موزة المالكي
ذكرت سابقًا أن حسابات الاقتصاد تُشير إلى أن مونديال قطر سيكون الأعلى تكلفة بتاريخ هذه البطولة، فالدوحة ستنفق 200 مليار دولار على تطوير البنية التحتيّة والملاعب استعدادًا للحدث العالمي، كما ذُكر ذلك في الصحف ووكالة الأنباء القطرية، وكذلك فإن الإيرادات التي ستجنيها الدولة ستكون العُليا، بحسب توقّعات خبراء الاقتصاد، فالرياضة مصدر دخل قوي لأي دولة، فاقتصاد الدولة هو أساس الدولة وتكوينها، حيث تعتمد الدولة في كل شيء على اقتصادها، لذلك تعمل كل الدول على زيادة قوة اقتصادها، عن طريق الكثير من المجالات الموجودة فيها، الذي أصبح مجال الرياضة مؤخرًا من أهم المجالات التي تحرص الدول المُتقدمة على الاعتماد عليه كمصدر للدخل وزيادة المستوى المعيشي لأفرادها، لما في هذا المجال من مكاسب ماديّة كبيرة تعود على الدولة منها اقتصاديًا عن طريق السياحة، حيث تعمل الكثير من الدول على إنشاء الكثير من الملاعب الرياضية الحديثة والضخمة، من أجل جلب عائد مالي كبير عن طريق الرياضة، فعند استضافة الدولة أي بطولة عالمية ودولية، فإنها تُحقق الكثير من العوائد المالية الضخمة، لأنها تستقبل سائحين من جميع دول العالم، ويحتاج هؤلاء السائحون إلى أماكن للإقامة، ومطاعم، وأماكن سياحية، وبهذا الشكل تكون الرياضة عاملًا مُهمًا في عملية إنعاش اقتصاد الدولة.
وهذا أُطلق عليه السياحة الرياضية، الذي اعتبر نوعًا جديدًا تقريبًا من أنواع السياحة ينحدر من كلتا الناحيتين، الناحية السياحية والناحية الرياضية، بالنسبة للناحية السياحية فهي طريقة جديدة لجدولة السياحة، لكن بشكل رياضي، أما بالنسبة للسياحة الرياضية، فهي تعني الذهاب إلى بلد ما للقيام بممارسة نوع مُعين من الرياضة، إما أنها موجودة فقط في ذلك البلد، أو إنها موجودة في دول أخرى مجاورة، لكن هذه الدولة هي الأنسب والأجمل، أو بسبب الرغبة في الذهاب إلى هذا البلد أولًا بسبب أنه هو البلد المختار للسياحة، وثانيًا للعب وممارسة الرياضة المطلوبة في نفس البلد، وكمثال عليها، من يذهب إلى بلاد الثلج القارس بهدف التزلج على الجليد أو التزلج على الثلج. ولا تقتصر السياحة الرياضيّة على ممارسة الرياضة فقط، فهناك من يهوى المُشاهدة فقط، مثلًا السفر لبلد ما لحضور مقابلة أو منازلة في رياضة مُعينة، فبالتالي تعتبر سياحة.
أتمنى أن يكون مونديال قطر بادرة خير على قطر الحبيبة، وأن يعود بالخير الوفير على الشعب القطري وعلى السياحة في قطر، وأن ينتعش الاقتصاد القطري أكثر وأكثر ويزدهر بحلول ٢٠٢٢، ويعيش شعب قطر وضيوفنا الكرام أجمل وأحلى أيام.
نقلا عن الراية