الجمعة , سبتمبر 20 2024
الرئيسية / أخبار / تحليل ..عار التطبيع ينقذ البرهان وحميدين من تبعات جرائم دارفور والبشير يذهب وحيدا في قيوده الى محكمة الجنايات الدولية !

تحليل ..عار التطبيع ينقذ البرهان وحميدين من تبعات جرائم دارفور والبشير يذهب وحيدا في قيوده الى محكمة الجنايات الدولية !

اليمن الحر الاخباري/ متابعات
قررت الحكومة السودانية رسميا اليوم تسليم الرئيس المعزول عمر البشير واثنين من مساعديه هما عبد الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع الأسبق، واحمد هارون، حاكم ولاية جنوب كردفان السابق، الى محكمة الجنايات الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال سنوات النزاع في دارفور، وباتت عملية تسليمهم مكبلين بالأغلال وشيكة جدا.
هذا القرار جاء بضغط من الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى ومعظمها، خاصة أمريكا، لا تعترف بهذه المحكمة، ولم تصادق على ميثاق روما الذي انبثقت عنه، والشيء نفسه يقال عن دولة الاحتلال الإسرائيلي الصديق الجديد للحكومة السودانية التي لم تمتثل مطلقا لقرارات المحكمة التي طالبت بتسليم العديد من مجرمي الحرب الإسرائيليين لجرائمهم الدموية في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان.
لا نجادل مطلقا في ان الرئيس البشير وحكومته ومساعديه، ارتكبوا جرائم حرب في دارفور اثناء فترة حكمهم للسودان التي زادت عن 30 عاما، ويتحملون بطريقة او بأخرى المسؤولية عن مقتل 300 الف انسان، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو عن عدم مطالبة المحكمة نفسها بتسليم الفريق اول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس الرئاسي الحاكم، وكذلك نائبه “حميدتي”، وهما اللذان كانا ذراعه الأيمن، وشاركاه في جميع قراراته، وبطريقة او بأخرى في حرب دارفور ومجازرها.
الرئيس البشير يدفع ثمن سياساته وجرائمه أيضا، وربما يفيد التذكير ان حكومته سلمت المناضل العالمي كارلوس الى السلطات الفرنسية قبل ربع قرن وما زال يقبع خلف القضبان منذ حينها، أي انه يشرب من الكأس نفسه، ولذلك يصعب على الكثيرين الدفاع عنه، مضافا الى ذلك الغرق في الفساد ونهب المال العام.
ويظل من الانصاف القول ان الرئيس البشير، ورغم جميع اخطائه، كان عونا وسندا للقضية الفلسطينية، وكانت بلاده جسرا لإيصال الأسلحة الى المقاومة في قطاع غزة، ولعل هذا الموقف المشرف الذي لم يحافظ عليه هو الذي ادى الى وضع السودان على قائمة الإرهاب، وليس استضافته فقط زعيم تنظيم “القاعدة”، وبعض اعوانه، وابعادهم بعد ذلك بضغوط أمريكية.
الرئيس البشير ارتكب أخطاء قاتلة سواء في دارفور، او بإرسال اكثر من 20 الف جندي سوداني الى اليمن للقتال الى جانب قوات التحالف السعودي الاماراتي، والتنازل عن ثلث السودان بتوقيعه اتفاق انفصال الجنوب، وعرقلة المسيرة الديمقراطية في السودان وممارسة كل أنواع القمع ضد خصومه، وعلى رأسهم الدكتور حسن الترابي شريكه الأبرز في انقلاب عام 1998، ولكن رغم ذلك نعارض تسليمه الى هذه المحكمة التي لم تتسلم، وتحاكم، أي مجرم حرب إسرائيلي، علاوة على كونه انتهاكا للسيادة السودانية.
من اللافت ان حكام السودان الحاليين الذين طبعوا العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية المارقة، المدانة في مجلس حقوق الانسان الدولي بارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية اثناء العدوان على غزة عام 2014، يتذرعون بإحترام القوانين الدولية، ومحكمة جنايات دولية لم يمثل أي مجرم حرب امريكي امامها من الجنرالات والسياسيين الأمريكيين الذين قتلوا اكثر من مليوني شهيد عراقي، سواء اثناء الحصار الذي امتد اكثر من 12 عاما او اثناء الغزو والاحتلال عام 2003.
نحن في هذه الصحيفة مع محاكمة جميع المجرمين الذين ارتكبوا جرائم حرب في العالم بأسره، من أمثال جورج بوش الابن، وتوني بلير وبنيامين نتنياهو، وايهود باراك، وليس الرئيس عمر البشير ومساعديه فقط.
انها نهاية مأساوية لرجل فشل في الحكم على الصعد كافة، ولم يحترم حقوق الانسان في بلاده، وقادها الى الفقر والجوع والتقسيم، وحول جيشها المشهور بوطنيته واخلاقه العسكرية والعقائدية العالية الى جيش مرتزق بالزج به لقتال اكثر الشعوب العربية فقرا وعزة نفس وكرامة، ونحن نتحدث هنا عن الشعب اليمني.
ربما يكون عزاء الرئيس البشير انه سينتقل الى سجن مختلف، يتمتع فيه ومعاونوه بكل الحقوق التي تكفلها المحكمة له كسجين متهم ومن بينها العلاج الطبي والدفاع عن النفس من قبل محامين محترمين، وسيقضي بقية أيام حياته، هي ربما قليلة فيما يبدو بسبب امراضه العديدة وتقدمه في السن، في زنزانة افضل بكثير من زنزانته في سجن كوبر سيء الذكر، وربما لهذا السبب اقدم محمد علي عبد الرحمن، زعيم الجنجاويد، واسمه الحركي “كوشيب” على تسليم نفسه للمحكمة مبكرا.. والله اعلم.
نقلا “راي اليوم”

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

القوات المسلحة اليمنية: جاهزون لمعركة طويلة الأمد مع الكيان الصهيوني ونمتلك مفاتيح النصر

اليمن الحر الاخباري/متابعات أكد وزير الدفاع والإنتاج الحربي في حكومة البناء والتغيير اللواء الركن محمد …