اليمن الحر الاخباري/ متابعات
تشهد العلاقات المصريّة مع الكيان الصهيوني تحسنًا كبيرًا على الصعيد الرسميّ، أيْ بين نظاميْ الحكم في البلديْن، فيما يُواصِل الشعب العربيّ-المصريّ، وباعترافٍ رسميٍّ من تل أبيب، مُناهضة الـ”سلام” بين الدولتيْن، الأمر الذي يقُضّ مضاجِع حُكّام تل أبيب، إذْ أنّه بعد مرور أكثر من أربعين عامًا على توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التي بات معروفةً باتفاق (كامب ديفيد)، ما زال الشعب المصريّ يُقاطِع الكيان تقريبًا بشكلٍ كليٍّ، ما عدا بعض الشوائب هنا وهناك.
وفي هذا السياق، التقى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيليّ اليمينيّ والمُتشدِّد نفتالي بينيت، مع وزير المخابرات المصري عباس كامل لأوّل مرّةٍ في ديوانه بالقدس المحتلة، وتباحثا في موضوع الوساطة المصرية في الوضع الأمني مع قطاع غزة والجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية للعلاقات الإسرائيليّة – المصريّة، كما أكّدت مصادر رفيعة المُستوى في تل أبيب.
وبحسب التسريبات التي قامت بنشرها وسائل الإعلام العبريّة على مُختلف مشاربها، فإنّه نيابة عن الرئيس المصريّ المُشير عبد الفتاح السيسي، وجّه وزير المخابرات المصري دعوةً رسميّةً لرئيس الوزراء الإسرائيليّ بينيت للقيام بزيارة رسمية لمصر خلال الأسابيع المقبلة.
وفي هذا السياق، كشف مُحلِّل الشؤون العربيّة في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، المُستشرِق حيزي سيمانطوف، قائلاً: يبدو لي إنّ زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل هي زيارة حاسمة، ولذلك رأينا إسرائيل تستوعب ولم ترد على هذا الصاروخ كما كانت ترُدّ بشدّةٍ حتى على البالونات الحارقة”.
وتابع قائلاً في معرِض ردّه على سؤال مُقدِّم النشرة الإخباريّة في القناة الـ13، تابع قائلاً: “يبدو لي أنّه أيْ الساعات المقبلة، أو الأيام المقبلة، سنعرف هل نحن ذاهبون إلى ترتيبات ولتهدئة مع غزة، أمْ مرّةً أخرى إلى تدهور ومواجهات”، على حدّ تعبيره.
وكانت المُستشرِقة الإسرائيليّة سمدار بيري قد أقرّت في تحليلٍ نشرته بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أقرّت بأنّ السلام مع مصر ما زال باردًا جدًا وبحاجةٍ ماسّةٍ للإنعاش، خصوصًا من طرف صُنّاع القرار في القاهرة، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ ما أسمته بـ”شهر العسل” الإسرائيليّ مع دول الخليج يزداد حدّةً بالتزامن مع “السلام البارد”، التجاريّ والمدنيّ، مع مصر، الأمر الذي يتطلّب من إسرائيل دفع الباب إلى الأمام لإدخال مصر ضمن هذا السلام الدافئ الحاصل مع الدول العربية في الخليج، على حدّ تعبيرها.
جديرٌ بالذكر في هذه العُجالة أنّ آفي بنياهو، الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعد، الذي كان ناطقًا بلسان جيش الاحتلال قال في صحيفة (معاريف) العبريّة، إنّ الرئيس المصريّ السيسي هدية شعب مصر لإسرائيل، لافتًا إلى أنّ تصدّي السيسي للديمقراطية في مصر ضَمِن استقرار المنطقة، وهذه مصلحة إستراتيجيّة للدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.
أمّا الباحث في مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، أوفير فنتور، فقال إنّ تل أبيب حققت إنجازًا كبيرًا بصعود السيسي، لافتًا إلى أنّ هذا الإنجاز تمثل في تقليص مكانة القضية الفلسطينيّة والحدّ من مكانتها في الجدل العربيّ العّام، مشيرًا إلى أنّ السيسي حرص على التقليل من شأن الموضوع الفلسطينيّ بحجة الاهتمام بالشأن المصريّ الخّاص، طبقًا لأقواله.
يُشار إلى أنّ النظام المصريّ الحاليّ يُواصِل المُشاركة في تطبيق الحصار المفروض على قطاع غزّة منذ العام 2006، كما أنّه في عهد الرئيس المصريّ الأسبق، محمد حسني مبارك، قام الجيش العربيّ-المصريّ بالقضاء على الأنفاق التي حفرتها حركة حماس من أجل اختراق الحصار وإدخال المأكولات والمشروبات، وحتى الأسلحة إلى قطاع غزّة المُحاصر.
![](https://www.newsyemenhor.net/wp-content/uploads/2021/08/سيسي.jpg)