اليمن الحر الاخباري/ متابعات
يبدو أنّ أزمة اللاجئين الأفغان، والذين لا يزال ترحيلهم أو إجلاءهم قائماً من مطار العاصمة كابول، لن تنتهي عند المشاهد العصيبة التي مر بها هؤلاء الهاربين من رجال طالبان، فالمسألة تكمن في مكان استضافتهم بعد هروبهم من بلادهم، وقد رفعت غالبيّة الدول الأوروبيّة يديها عن استقبالهم، وحتى روسيا التي تخوّفت على لسان رئيسها فلاديمير بوتين من وجود مُسلّحين تحت مُسمّى لاجئين، واليونان التي عزّزت تحصيناتها الحُدوديّة لمنع وصول المزيد من اللاجئين الأفغان إليها ومن ثمّ إلى أوروبا.
دول الخليج هي المكان فيما يبدو المرغوب أمريكيّاً، بأن يكون مكان استقبال هؤلاء اللاجئين، فتلك الدول لديها قواعد أمريكيّة على أراضيها، وقد طلبت الولايات المتحدة الأمريكيّة بالفعل من دول الخليج استقبال هؤلاء اللاجئين بشكلٍ مُؤقّت، فيما التساؤلات تذهب إلى تحوّل هذا الاستقبال إلى دائم، فأمريكا تتحدّث عن صعوبات بالإجراءات، لمنح هؤلاء اللاجئين الأفغان إقامة على أراضيها، ومن بينهم للمُفارقة عملاء، ومترجمين، قدّموا خدماتهم لها.
الأنباء القادمة من قاعدة “العديد” الأمريكيّة في قطر، لا تبدو جيّدة لمسامع اللاجئين الذين سيصلون تباعاً، فمنذ سيطرة طالبان على الحكم، يتكدّس الهاربون الأفغان منها في القاعدة المُتواجدة في قطر، ويعيش هؤلاء وفق صحف أمريكيّة أوضاعاً مأساويّة، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، وغياب للمراحيض، ووسائل الاستحمام.
البحرين، ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكيّة، ستبدأ هي الأخرى استقبال في قاعدة “عيسى” الجويّة الجمعة المُقبل في استقبال الفارّين الأفغان، أمّا الإمارات فهي الأخرى قد طلبت أمريكا منها إيواء 5000 أفغاني، وتحت عنوان المُؤقت، فيما لا تزال قاعدة العديد في قطر المحطّة الأولى لاستقبال الفارّين.
الظّروف الرهيبة التي يتحدّث عنها الإعلام الأمريكي، ليست فقط في تكدّس الهاربين الأفغان، وارتفاع درجات الحرارة فبحسب أحد القادة في القيادة المركزيّة وجّه نداء لزملائه، قال فيها بأن القاعدة الأمريكيّة في قطر مليئة بالبراز، والبول، وانتشار الفئران، وهي رسائل وجّهها المسؤول الأمريكي، ونشرها موقع “أكسيوس” الأمريكي، وهي ظروف يبدو أنها أصعب على الفارين من بلادهم من البقاء في أفغانستان، أو عقوبة العمالة للأمريكيين، كما وصفها أحد المُناصرين لطالبان، وإمارتها الإسلاميّة.
وهذا المشهد بطبيعة الحال يُحرج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويدل على فقدانها السيطرة على عمليّة الإجلاء، التي جرى استهدافها بانفجارين، تبنّاهما تنظيم الدولة الإسلاميّة، المتحدّث باسم البنتاجون جون كيربي قال مُعلّقاً على الأوضاع، لا أحد يُقدّم أعذارًا، ويُركّز الجميع على مُحاولة تحسين الظروف في القاعدة الجويّة القطريّة التي تأوي الأفغان.
ويبدو أن تركيا التي انسحب جنودها من تأمين مطار كابول، وتخلّوا عن المهمّة، ولا يجدون إجابة أخيرة حول قبولهم أو رفضهم لتشغيل المطار، فتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” تحدّث عن اعتقال السلطات لآلاف الأفغان، والذين يعبرون من إيران، وقطع هؤلاء نحو 1400 ميل مُتوجّهين برًّا عبر حدود إيران، إلى الحدود التركيّة، ويتحدّث هؤلاء اللاجئين عن بحثهم عن منفى دائم، وبطبيعة الحال استضافة هؤلاء في تركيا تزيد من الحمل على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فهو يستضيف أساساً 3.6 مليون سوري لأسباب يقول إنها إنسانيّة، ولكن يراها البعض سياسيّة، ولأسباب خلاف شخصيّة مع الرئيس السوري بشار الأسد، واليوم هو أمام استقبال أكثر من 300 ألف أفغاني، في ظل اقتصاد مُتراجع، وانخفاض قيمة الليرة التركيّة، وهؤلاء قد يستخدمهم أردوغان كما اتّهمه مُعارضوه ضمن صفقة مع الاتحاد الأوروبي.
مُعظم الدول الأوروبيّة مُتردّدة في الالتزام لا تزال باستقبال أعداد مُحدّدة من اللاجئين الأفغان، وتحديدًا من غير الذين لم يُقدّموا خدمات للأمريكيين والبعثات الأجنبيّة، بريطانيا من جهتها أعلنت عن توفير ملاذ آمن لنحو 20 ألف أفغاني خلال السنوات المُقبلة، وتعهّدت أمريكا باستقبال 10000، أمّا أستراليا 3000، وهي أرقام لا تزال تحتاج بكُل الأحوال إلى تطبيق الاستضافة الفعليّة على أرض الواقع.
دول أخرى عرضت استضافة اللاجئين الأفغان مُؤقتًا، منها ألبانيا وكوسوفو ومقدونيا الشمالية وأوغندا، فيما وصلت أوّل رحلة جويّة تقل أفغاناً وصلت إلى الكويت، وفق ما أعلنت السفيرة الأمريكيّة لدى الكويت ألينا رومانوسكي.
واللافت أن الإمارات ساهمت في إجلاء 20500 حتى الآن وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية الثلاثاء منهم 8500 وصلوا إلى أراضيها عبر شركات طيرانها الوطنية ومطاراتها، أمّا قطر فقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لقناة فوكس نيوز الإخبارية الأحد الماضي إن الدوحة ساهمت في نقل نحو سبعة آلاف شخص وستُواصل فعل ذلك.
وتغيب العربيّة السعوديّة عن مشهد استقبال اللاجئين بشكلٍ لافت، بالرغم أن سلطاتها في الماضي كانت المُموّل المالي والسنيد الفكري للمُجاهدين، لمُحاربة السوفييت، بدعمٍ أمريكي، ويبدو أن سلطات المملكة الحاليّة وما تشهده البلاد من انفتاح وفتور نسبي بالعلاقات مع إدارة بايدن، لا تُريد المُشاركة بالمشهد الأفغاني لا من قريب أو بعيد، وفضّلت الابتعاد، وعبّرت عن موقفها من طالبان بأن أملت من الحركة والأطراف الأفغانيّة العمل على حفظ الأمن والاستقرار على أراضي جمهورية أفغانستان والمُحافظة على الأرواح والمُمتلكات.
………..
شاهد أيضاً
هذا ما أهدته “القسام” للأسيرات الإسرائيليات الثلاث قبل الإفراج عنهنَّ
اليمن الحر الاخباري/ متابعات بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مساء الأحد، …