اليمن الحر الاخباري/ متابعات
بات واضحًا وجليًا أنّ الإعلام العبريّ في كيان الاحتلال، والذي يُعتبر مرآةً لصُنّاع القرار، قد بدأ يعكِس حالة الإرباك الشديد في الدولة العبريّة من ثمار اتفاقيات التطبيع، التي تمّ التوصّل إليها مع عددٍ من الدول الخليجيّة والعربيّة، ويظهر هذا الأمر في التقييمات التي تُنشَر في إسرائيل بمناسبة حلول الذكرى الأولى للتوقيع على هذه الاتفاقيّات.
يُشار إلى أنّ اتفاقيات التطبيع التي وُقعّت في مثل هذه الأيّام من العام برعايةٍ أمريكيّةٍ تشمل: الإمارات العربيّة المُتحدّة، البحرين، المغرب والسودان. وفي هذا السياق لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ العديد من الدول العربيّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ الخليجيّة، في طريقها للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيليّ.
وفي هذا السياق نشرت غيلي كوهين، مُحلِّلة الشؤون السياسيّة في التلفزيون الإسرائيليّ الرسميّ (كان11)، نشرت تقييمًا لاتفاقيات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في ذكراها الأولى، مُعتمِدةً على مصادر رفيعةٍ جدًا في الكيان.
وقالت غيلي كوهين إنّه في “أيلول (سبتمبر) 2020، كانت صور توقيع اتفاقات التطبيع في البيت الأبيض كأنّها تأتي من عالمٍ آخر، وفيما عوّل بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة السابق كثيرًا على هذه الاتفاقيات التي شملت عددًا من العواصم العربية، لكن الآن بعد أنْ تغير القادة والأجواء العامة، فقد حان الوقت لإلقاء نظرة على ما حدث في الأشهر والسنوات التي سبقت هذا الاختراق”، على حدّ قولها.
وتابعت كوهين في مقالها على موقع هيئة البث الإذاعي والتلفزيونيّ الرسميّ (كان)، أنّه “بينما أنجز رئيس الوزراء نفتالي بينيت زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة، فقد مضى عام واحد فقط حين وقف سلفه نتنياهو أمام الكاميرات وهو في طريقه للبيت الأبيض، ثمّ طار للتوقيع على ما سيذكره أحد أهم إنجازاته، اتفاقيتي تطبيع مع دولتيْن عربيتيْن من الخليج، بإشرافٍ مباشرٍ من الرئيس السابق دونالد ترامب”، مُوضِحةً في الوقت ذاته أنّ فوائد التطبيع على الاحتلال كانت منخفضةً بالمقارنة مع التوقعات التي كانت تحمل عليها، بحسب المصادر المسؤولة في تل أبيب.
كوهين مضت قائلةً إنّه “بعد أنْ علقّت جميع الأطراف كثيرًا من الآمال على هذه الاتفاقيات التطبيعيّة، لكنه في العام الذي مضى من سبتمبر 2020 إلى أغسطس 2021، تغير الكثير هنا، ليس فقط رجال الدولة في واشنطن وتل أبيب، لكن الجو العام مشبع بشعور بالاشمئزاز، دون أنْ يمنع قرابة ربع مليون إسرائيلي من الطيران والاحتفال في دبي وأبو ظبي، مع صعوبة الترويج لصفقات مالية ضخمة، كما يبدو صعبا جدًا إنتاج تعاون أمني، فيما لا يزال الجميع مشغولين بكورونا”.
علاوةً على ما ذُكِر أعلاه، شدّدّت المحللة الإسرائيليّة على أنّ “اتفاقيات التطبيع هذه شملت الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والمغرب، والسودان، وهناك من يشمل تشاد كرائدة للتطبيع مع إسرائيل في العصر الحالي، مع وجود اتصالات مع عدد غير قليل من الدول العربية التي تشمل العمل السري وراء الكواليس ومحاولات التطبيع”.
ونقلت المحللة عن مئير بن شبات، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، وأحد عرّابي اتفاقيات التطبيع، نقلت عنه قوله: إنّها المرّة الأولى التي أزور فيها المغرب علانية، بعد إخفائها آنذاك لاعتبارات أمنية، وأذهب إلى الكنيس في الدار البيضاء لأداء الصلاة فيه، حيث كان والدي الراحل يصلي فيه قبل الهجرة إلى إسرائيل، أمّا المدير العام لوزارة الخارجية آلون أوشفيز، فكشف أنّ أنشطة وزارة الخارجية مستمرة على مدى عشرين عامًا في الإمارات، رغم أنهم في اللحظة الأخيرة لتوقيع اتفاق التطبيع استبعدوا أنْ يحدث ذلك”.
وفي ختام تحليلها أوضحت أنّ “غابي أشكنازي وزير الخارجية السابق كشف عن محادثات الواتس آب مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، فيما عبّر بيني غانتس وزير الأمن الإسرائيليّ عمّا أسماها خيبة أمله من تصرف رئيس الوزراء السابق نتنياهو، وعدم إبلاغه بحراكه التطبيعي مسبقًا مع تلك الدول، وفي الوقت ذاته يؤكد أمام الكاميرات أهمية الاتصال مع السعودية، وكيفية اكتشافه لصفقة الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز F-35 المتضمنة في اتفاقيات التطبيع مع الإمارات”، على حدّ تعبيره.
ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أنّ جميع المحللين والخبراء والمُختّصين في إسرائيل يتجاهلون في تحلياتهم عن سبق الإصرار والترصّد مواقف الشعوب العربيّة الرافِضة للتطبيع مع إسرائيل، وأكبر مثالٍ على ذلك، أنّ الشعب العربيّ المصريّ وبعد مرور أكثر من أربعين عامًا على توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ما زال يرفضها، ويُطالِب بإلغائها.
راي اليوم
