الجمعة , أبريل 19 2024
الرئيسية / اراء / المفاوضات النووية في قطر!

المفاوضات النووية في قطر!

شيرين سمارة*
تغيير الشركة المصنعة لأي دواء ليس بالأمر الجلي قد يفي بغرض ما وقد تكون التركيبة مشابهة إلى حد كبير وله عائدة معينة للشركة المصنعة لكن على ما يبدو في الحالة الإيرانية لا تكمن المشكلة في نوع الدواء المقدم لأن الفرق شاسع بين الدواء والشفاء فما يرغب به الإيرانيون ساسة وشعب على حد سواء شفاء لاتفاق بات كمن مات موت دوماغي ويتم التبرع باعضائه حتى دون اطفاء الاجهزة عنه بشكل كامل ومع ذلك مازالت الأمال معلقة والعيون منتظرة خلف غرف عمليات المفاوضات الجوالة للبث بمصير إتفاق من دول يطبق عليهم قول يتمنعن وهن الراغبات…
بدت مفاوضات الدوحة كتدخل جراحي سريع في ظل حالة مريض تتفاقم مع الوقت بفعل الاحداث الأخيرة التي يشهدها العالم المشوش والمرتبك إثر الحرب الأوكرانية وإلتهاب اسواق النفط وتخطي سعر البرميل عتبة المئة وعجز الدول عن سد حاجة العالم للنفط وخاصة إن السعودية أعلنتها أنها لا تتحمل مسؤولية نقص امدادات البترول في ظل الهجمات المكررة التي تتعرض لها أي السعودية تريد دعم لموقفها في حرب اليمن من قبل أميركا خاصة كي لا تخرج من هذه الحرب التي باتت استنزافية في اليمن “كمن رجع بخفي حنين” والأمر الذي تتغاضي عنه أميركا بايدن الذي ينأ بنفسه عن السعودية ويتجاهلها بين الحين والأخر.
إذا ما ضل بالميدان غير حديدان أي إيران وحديدان مطوق بجدار من العقوبات الأميركية والخطوط الحمراء العريضة الداخلية الإيرانية والسؤال هنا كيف يمكن تحطيم هذا الجدار المنيع؟ قد تكون الإجابة من خلال عودة المفاوضات أو تقديم او تمديد إعفاءات لإيران لأن من جهة العالم بحاجتها لضخ نفط للاسواق ومن جهة أخرى إيران اليوم بحاجة إلى هكذا خطوات لأن اقتصادها يترنح وعملتها تتهاوى أمام الدولار التي تصبح أكثر حساسية خلال أي تصعيد سياسي أو نفس تفاوضي لا يتلائم مع الأجواء.
بمناسبة الحديث عن الأجواء ينبغي التطرق إلى أراء الأيرانيون حول المفاوضات النووية خاصة تلك التي جرت مؤخرا في الدوحة والتي ويمكننا القول أنها لم تسفر عن أي نتيجة تذكر سوى حركت الماء الراكد منذ أكثر من ثلاثة أشهر.فمثلا بعض الإيرانيون يطالبون بالتفاوض المباشر من مبدأ “من لا يحضر ولادة عنزته تجلب له جرو”
على سبيل المثال كتبت صحيفة أرمان ملي الاصلاحية في حوار لها مع السياسي الإيراني الاصلاحي والمرشح للانتخابات الرئاسية الايرانية لأكثر من مرة “سید مصطفی هاشمی طبا” عنونته “لا يمكن للتفاوض من خلال الوسيط أن يوصلنا إلى النتيجة المرجوة” مفاد المقال حسب هاشمي طبا بأن الحكومة بذلت جهودا جيدة لكن سواء حققت نتائج جيدة أم لا فهذه مسألة أخرى. في الوقت نفسه تم تجاهل او التغافل عن القضايا الرئيسية للبلاد التي كان عليها التعرف عليها وتحديدها أولاً ثم حلها بالطبع هذا الموضوع لا يقتصر فقط على الحكومة بل يشمل ايضا البرلمان.
ويتابع هاشمي طبا في الواقع أن بعض الأساليب التي تم اتباعها بشكل خاطئ لسنوات هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم وهو عدم تحديد أولويات البلاد لذلك لقد حان الوقت لإعادة النظر في النهج الخاطئة للماضي هذا على الصعيد الداخلي أما خارجيا على الرغم من المساعي الجيدة التي اجرتها وتجريها الحكومة الحالية لتحسين علاقتها مع دول الجوار ألا أن هذا الأمر غير كاف وينبغي خلق علاقات مع جميع الدول التي يمكنها ان تكون مفيدة لإيران.
لافتا هاشمي طبا في حال تود إيران التوصل لنتيجة في المفاوضات عليها الأخذ بعين الاعتبار ظروف الطرف الأخر. في الوضع الحالي ، فان الاتفاق النوي له طرفان “إيران وأميركا” النقطة المهمة في هذا المجال هي أسلوب التفاوض مع أمريكا. لا يمكن للتفاوض من خلال وسيط أن يقودنا إلى النتيجة المرجوة. في الأشهر الماضية كانت تجري المفاوضات من خلال وسطاء وبالطبع كانت الدول الوسيطة تهتم بمصالها الخاصة وبرأيي أن التوسط هو أسوأ شيء ويدمر العمل. وأعتقد أنه في الوضع الحالي سواء تم توقيع الاتفاق النووي أم لن يحدث فرق كبير في حالة البلد.
فيما كتب الصحفي الإيراني الاصلاحي عباس عبدي في تغريدة على تويتر بلهجة تهكمية مستشهدا بمقولة معروفة ايرانية “احضره هو نفسه لكن لا تذكر اسمه” متسائلا أي نوع من التفاوض هذا؟ اجلسو معا وتحدثوا وقد تصلون إلى نتيجة وقد لا اصحبت هذه اللعبة غير مفهومة على الأقل عليكم اعطاء تفسيرا مقنعا لماذا تتصرفون بهذا النحو في هذه المرحلة؟ القوا نظرة على التضخم الشهري للبلاد.
وتشاطر محمد حسين كريمي بور الرأي مع عبدي قائلاً: يبدو أن إيران مرة أخرى ستكتب فتدع أوروبا تأخذها للغرفة المجاورة وتعود بالجاوب مكتوبا لإيران لماذا؟ دعكم من هذه اللعبة الثورية ارسلوا دبلومسيا ناضجا للتفاوض مع أميركا مثل البشر…
فيما اعتبر علي مطهري السياسي الإيراني المحافظ في تغريدة على تويتر أيضا أن تقليص الوسطاء في المفاوضات بين إيران وأميركا في قطر دليل على نوع من العقلانية ابدتها الجمهورية الإسلامية والابتعاد عن الوضعية الثورية التي اتعست حياةا المواطنين خلال السنوات الأخيرة. هناك خطوة أخيرة متبقية للتفاوض المباشر مع أميركا.
وفي تغريدة أخرى انتقد مطهري قائلاً: وصلت سياسة الاستشراق في إيران إلى نقطة بأت يأتي وزير خارجية روسية إلى إيران ليقول بأن المفاوضات ستجري بدوننا لكن بإذن مننا وبعد مفاوضات الدوحة مباشرة يتجه الفريق المفاوض الإيراني إلى موسكو لتقديم تقرير وتلقي التعليمات دون تقديم تقرير واضح للشعب متابعا في سلسلة من التغريدات يبدو أن روسيا لا ترغب باحياء الاتفاق النووي وان تدخل إيران سوق النفط والغاز لان هذا الأمر لا يتوافق مع هدفها او انتهاكها لأوكرانيا… للأسف مسولينا ربطوا المصالح الوطنية بالمصالح الروسية
فيما عادت الصحف تصدح بأصوات الاتفاق النووي ولشدة الارباك الذي يحيط بهذه القضية انتقل هذا الأمر إلى مُعدي الصحف أيضا فصحيفة كيهان بعد الاعلان عن المضيف الجديد للمفاوضات ألا وهي قطر عنونت مانشيتها العريض كتحذير بأن المفاوضات في قطر قطر ولا تعطوا جوائز لأميركية وأن الرد على الاغتيالات والعقوبات والقرصنة لا يكون بالتفاوض في حين احتل عنوان اخر الصحيفة في زاويتها اليسرى متسائلا هل التفاوض في قطر تكتيكي أم استراتيجي؟
من غير الواضح التضارب في الاراء هذا الذي غطى الصحيفة هل هو من باب الرأي والرأي الأخر أم تخبط وارتباك! يعيشه حتى الداخل الإيراني من ملف عالق ومعلق عليه أمال كثيرة من شأنها حلحلت الأوضاع الداخلية وعلى رأسها الأقتصاد الذي بات كالطالب المنظم يسجل شهريا تضخما جديدا والموعود بنسبة تصل إلى 78 في حال بقي الاتفاق النووي لا يشي بأي علامة من علامات الحياة.
السؤال الذي يطرح نفسه أخيرا هل للمفاوضات بقية أم للأتفاق بقايا الذي بات كمريض مصاب بمرض عضال يلف القارات بينما المتغير الوحيد على حاله هو تقلص اعضاء مرافقيه من 5+1 إلى 4+1 وحاليا 2+1 والثابت المستمر هو تنعت ثنائي إيراني وأميركي بالتزامن مع موقف أوروبي يتسم باللا موقف…
*كاتبة فلسطينية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

عقلانية إيران وجنون إسرائيل!

يحيى نشوان* ايران تقول إن ردها على إسرائيل كان فى إطار القانون الدولى وكان ينبغى …