الجمعة , أبريل 19 2024
الرئيسية / اراء / روسيا.. صفعة اليابان درس للدول غير الصديقة!

روسيا.. صفعة اليابان درس للدول غير الصديقة!

د.عدي صوالحة
الدب الروسي يضرب من جديد ويرد بطريقة غير متوقعة على العقوبات التي فرضتها الدول غير الصديقة، هذه الضربة كانت من نصيب اليابان وحملت درسا لكل الشركات الغربية التي خرجت من السوق الروسية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر مرسوما في 30 يونيو بتأميم شركة “ساخالين للطاقة” المشغلة لمشروع “سخالين 2” أحد أكبر مشاريع الغاز الطبيعي المسال في العالم، إذ يقدر إنتاجه بـ 12 مليون طن. وتعتمد على صادراته بشكل أساسي كل من اليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند ودول آسيوية أخرى.
جاء تأميم المشروع في رد من الكرملين على الدول “غير الصديقة” التي فرضت عقوبات على روسيا إبان بداية الحرب في أوكرانيا. الضربة جاءت بشكل كبير من نصيب اليابان حيث تمتلك شركتا ميتسوي اليابانية حصة 12.5 بالمئة، وميتسوبيشي 10 بالمئة من المشروع، وتعتمد اليابان على الغاز المسال الروسي بنحو 10بالمئة. تلاهما شركة شل البريطانية التي تمتلك حصة تبلغ 27.5% والتي أعلنت عن نيتها الخروج من السوق الروسية في شهر فبراير الماضي. أما باقي الـ 50% تمتلكها شركة غازبروم الروسية.
فوفق مرسوم بوتين المؤلف من خمس صفحات يتوجب على المساهمين من الشركات الأجنبية في “ساخالين الطاقة” إبلاغ الحكومة الروسية في غضون شهر إذا ما كانوا يوافقون على الحصول على أسهم في الشركة الجديدة. وفي حال حدوث خلاف ذلك سيتم بيع أصولهم وتحويل الأموال إلى حساب خاص سيفتح باسم كل مساهم.
بالرغم من تسابق اليابان على فرض عقوبات على روسيا منذ بداية الحرب إلا أنها أكدت أنها لن تتخلى عن مصالحها في مشروع سخالين، وهو أمر مهم لأمن طاقتها حتى لو طُلب منها المغادرة. هذا وأعلنت الخارجية اليابانية حسب صحيفة “يوميوري” اليابانية أن طوكيو تعتزم الاحتجاج على قرار موسكو نقل ملكية أصول مشروع “سخالين -2” للنفط والغاز المسال إلى روسيا الاتحادية.
في البداية أشعلت موسكو بهذه الإجراءات منافسة شرسة بين الدول الغربية واليابان في سوق الطاقة الذي يشهد حاليا ضغوطات كبيرة مع بداية الحرب في روسيا، حيث تسعى الدول الأوروبية للتخزين لتأمين احتياجاتها من الغاز تخوفا من قطع موسكو الغاز عنها في الشتاء، ولتنضم إلى اليابان إلى هذه السوق التي تشهد نقصا في الإمدادات ما يزيد المنافسة وارتفاع أسعار سوق الطاقة.
ثانيا حمل هذا المرسوم الكثير من الرسائل والدروس لعمالقة النفط والشركات الغربية التي سارعت بالخروج ولكل من يريد الخروج من السوق الروسية، حيث أن موسكو لن تتمسك بوجود هذه الشركات في سوقها وروسيا فقط تقرر مصير من يخرج من اللعبة وبالذات مع محاولات بيع شركة شل حصتها لشركات أجنبية أخرى ما يعني دخول مستثمرين قد لا ترغب موسكو بوجودهم في السوق الروسية.
وأخيرا نقول إن روسيا اليوم نجحت في استعمال سلاح جدا مهم في مواجهة العقوبات الغربية وهو سلاح الطاقة، على خلاف السوفييت الذين لم ينجحوا باستخدامه إبان الحرب الباردة، وحتى اليوم تبقى روسيا من تفرض قواعد اللعبة مع وجود دعم قوي من منظمة أوبك+ والتي حتى اللحظة ثابتة في قرارات الحفاظ على إنتاج النفط، بالرغم من ضغوطات ومحاولات الغرب بدفع هذه الدول لرفع الإنتاج. وإذا صمدت هذه الدول في وجه الضغوطات سنشهد تغييرات كبيرة في المشهد السياسي والاقتصادي العالمي.

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

عقلانية إيران وجنون إسرائيل!

يحيى نشوان* ايران تقول إن ردها على إسرائيل كان فى إطار القانون الدولى وكان ينبغى …