الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / اراء / بطل من ابطال فلسطين الحقيقيين

بطل من ابطال فلسطين الحقيقيين

بسام أبو شريف*
مسرى الكفاح من اجل انتزاع الحرية للإنسان والأرض مسرىً طويل.
مئة عام مرت وشعبنا البطل يقاتل من اجل قيمة الانسان الحقيقية حريته كرامته حقه في العيش وحقه في تطويروسائل مجتمعه لترتقي ليرتقي المجتمع اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا .
بلغت فلسطين سن الرشد باكرا مع الحرب العالمية الأولى . وكانت على راس قائمة الشعوب التي تستحق الحرية في ظل جو من البطش الاستعماري الذي أراد ان يخضع الشعوب قاطبة لينهب ثرواتها ويبقيها تحت جزمة العسكر البطاشة لتبقى الشعوب متخلفة منهوبة لا غذاء ولا دواء ولا علم ولا ثقافة . لكن فلسطين تفوقت وأصبحت الدولة الأولى في العالم من حيث ثقافة شعبها وعلمه ومن حيث وفرة دخلها نتيجة الاتقان في الزراعة والصناعة الخفيفة فاصبح برتقال يافا يملأ العالم ونقل الفلسطينيون مساعداتهم للشعوب العربية التي كانت تئن من الجوع والعطش في الخليج والجزيرة وكان الذي كان لذلك هوجمت فلسطين والعلم يعرف انها تعوم على بحيرة نفط بمياهها وارضها وبحرها الميت عالم الاستعمار الذي يملك التقنية كان يعلم ان فلسطين هي صلة الوصل بين القارة الافريقية والآسيوية والأوروبية فقطعها ليحولها الى قاعدة له يتحكم من خلال كيان أقيم عليها تحت علم الصهيونية واليهودية الكاذبة في الطرق المائية والبرية وبالثروات التي تختزنها ارض العرب من الخليج والجزيرة وفلسطين وسوريا والعراق واليمن من المحيط الهادي الى الخليج كلها ارض عربية تختزن ثروات طمع ويطمع الاستعمار فيها وهذا سبب انشاء هذه القاعدة العنصرية الدموية التي اطلق عليها اسم إسرائيل والتي حتما ستزول لان الشعب الذي قاوم مئة عام لم يقاوم ليهزم بل قاوم ويقاوم لتستمر حتى تنتهي الغزوة كما انتهت غزوات من قبلها خرج الفرنجة حاسري الرأس على اقدامم من ارضنا وخرج الاتراك من ارضنا وخرج البريطانيون من ارضنا كما خرج المغول من قبل وعاد الآذان يصدح من مسجدنا من أولى القبلتين وثالث الحرمين رغم منعه مئات من السنين من قبل الاستعماريين أرادوا اسكات الصوت المناشد لله تعالى فانزل بهم الله غضبه وهو القدير على كل شيء .
فلسطيني ينتمي لهذا الشعب البطل الذي يمتد تاريخ مقاومته للغاصبين مئة عام واكثر ويسجل التاريخ له مئات من الأعوام صمد في وجه الغزاة من كل حدب وصوب ليعيد لفلسطين وجهها المشرق وجهها العربي . خليل عواودة اعتقل وهو يحمل اثقالا من التراث العريق لشعب عريق يحمل اثقالا سجلها التاريخ قصص البطولات من قبل افراد من شعب وشعب مكون من افراد ابطال .
وهزأ خليل عواودة من سجانيه وتحداهم .
فقد استمر في مقاومته وهو في السجن مكبلا خاضعا للبطش والإرهاب .
واعلن بكل وضوح وبصوت عال انه سيضرب عن الطعام الى ان يهزم جلاده وسجانه أو يستشهد هو كي يحي الوطن في بلادنا هب الشباب بعد هزيمة 67 ليمسكوا ببنادقهم بايديهم ويعملوا بقرار منهم لتحرير الوطن .
كلهم ثاروا وبذهن كل واحد منهم ان الاستشهاد سيكون من نصيبه او في احسن الحالات سيثخن بالجراح ويعيش جريحا بقية حياته لكنهم اقبلوا بكل عزم وإصرار وقرار بان الوطن يجب ان يفدى حتى ينتزع حريته وحتى يتمتع أطفالنا واحفادنا بالعزة والكرامة والحرية والاستقلال لكن خليل عواودة لم يفعل كما فعل الشباب خليل عواودة اتخذ قرار بان يقاوم العدو بجسده وهو ضامن للشهادة والاستشهاد ، كل محاولاتهم باءت بالفشل اغراء وترغيبا وتهديدا وتعذيبا وظل يقتسم فيما جسده يعتاش على جسده .
ظل صامدا فيما كان الضوء يخفت في عينيه حتى اصبح لا يميز زوجته واطفاله .
صمد وراح يطعم جسده جسده حتى لم يعد يسمع الكلام واضحا .
صمد حتى لم يعد يقوى على رفع اصبعه في وجه السجان لكنه كان يتصدى للسجان بابتسامة لم يستطع ان يكملها لان عضلات وجهه لم تعد تتحكم بها أعضاؤه .
وفي ظل كل هذا وفي لحظات نادرة التقط له فيها صوت وصورة سمعه العالم يقول صامد وانا ابتسم احتقارا للسجانين فهم لا يفهمون ويعرفون معنى الوطن وقيمة الوطن .
ووصلت به الحالة الى حافة الاستشهاد وفجأة ….
تمكن من استكمال ابتسامة وكأنه يلتقي بملائكة من عند الله يحثونه على الصمود ويعدونه بالنصر …
وسمعناه كأنه يهذي يقول سننتصر عليهم …
كان ذلك من وحي ملائكة ربنا الذين زاروه ليهنؤنه بالنصر وليباركوا ذلك الجسد الذي اطعم جسده ثمنا للحرية وثمنا للوطن .
عندما خطى نحو تلك الزنزانة كان قد اتخذ القرار تماما كقرار قائد على رأس مجموعة توجهت لشن عملية استشهادية وقراره كان واضحا تماما كما كان قرار كل الذين اتخذوا قرارا بشن عمليات استشهادية لم يكن هناك احتمالات امامه اما الحياة واما الاستشهاد النصر سياتي بالحياة والاستشهاد سياتي بالوطن وشنت من خارج الزنازن معارك لينتصر الجسد الذي يعتاش على الجسد على سجانيه ومعذبيه هؤلاء المجرمين القتلة الذين لم يتورعوا عن قتل الجنين في بطن امه واحرقوا الام والجنين الذين لم يتورعوا عن قتل أطفال كانوا ينامون في اسرتهم ويحلقون باحلام من الورد والملائكة والرائحة الزكية للطيب والفل والياسمين .
هذا العدو قصف أطفالا في اسرتهم وقتل أطفالا على قارعة الطريق وقام باستهداف رؤوس الأطفال طمعا في عشرة شيكل بين جندي وآخر واعترف انه قتل خلال فترة اضراب خليل عواودة قتل خمسة أطفال كانوا يلعبون عند قبر جدهم الشهيد .
خليل عواودة كان يقاوم كانت يده تحتضن روحه وترفعها الى اعلى وتسلطها على السجان كانت روحه … سيفه القاطع .
وهو قابع على ذلك الفراش لا حراك له كانت روحه تهتف وتزحف وتقاوم مع آلاف من الشباب خارج السجن هبوا لنصرته لان نصرته كانت نصرة الوطن والحرية ….
لم يكن ابدا ذلك الهيكل الذي لا حراك له على ذلك الفراش في تلك الزنزانة كانت روحه تقاوم في جنين ورامالله والقدس وغزة وكل شبر فلسطيني كان في كل جبهات القتال كان خليل عواودة مع كل من يقاتل ذلك المحتل الظالم الآثم .
هذا هو امر الله فكيف بامر الانسان .
يولد الانسان حرا ابيا وعليه ان يقاوم كل من يحاول اسره وانتزاع حريته واستقلاله لان ذلك هو انتزاع لانسانيته اذا أراد انتزاع انسانيتنا فانسانيتنا سوف تنتصر عليهم وسوف تجتث مآثمهم وسمومهم من منطقتنا ومن العالم لقد اجتثهم خليل عواودة .
لقد اجتثهم خليل عواودة من محيطه وانتزع من جسده تلك الجرثومة التي حاولوا غرسها وقضى عليهم واجبرهم على ان يفرجوا عنه ويطلقوه من اسره لانه انتصر عليهم .
وهكذا يصعد شعبنا ويجب ان يفعل ان ينتصر على العدو أولا بانتصاره على نفسه وتعليمها بصبر واصراروعناد انها باطعام جسدها لجسدها والاستمرار في التصدي للعدو سوف تنتصر عليه …
يا خليل يا ابن الشعب …
يا خليل وانت شهيد وانت حي …
يا خليل لقد بلغت القمة …
هل تعرف لماذا!!
لانك ضحيت من اجل الوطن لقد عرفت المعادلة لا يحيا الوطن الا بتضحية أبنائه وصمودهم ومقاومتهم لكل من يحاول ان يمحي الوطن .
يا خليل بامثالك أيها البطل الحقيقي ينتصر شعبنا على اعدائه مهما كان الثمن .
هذه كلمات من شهيد حي أيضا أيها العزيز واذا كان ثمن حرية الوطن وحرية الشعب اجسادنا فلتكن وليهبوا الشباب يجب ان لا يمر مستوطن او مستعمر او جندي دون مقاومة في ارض فلسطين ان هبة الشعب هبة رجل واحد ستكفل حصار هذا الجيش الذي يعتبر نفسه معجزة وهو افشل الفاشلين .
سلاح أمريكا لن يفيد عندما تكون ملاصقا لمن يحتل ارضك سلاح أمريكا لن يقصف شعبنا حينما يكون في حالة ازدحام صدامي مع جيش العدو اذ انه سيقصف جنوده أيضا اهجموا فالهجوم هو افضل دفاع عن النفس .
بارك الله بك يا خليل امثولة لشبابنا امثولة لاشبالنا امثولة لابناء في هذا العالم انتزعت منهم حريتهم ليسوا فلسطينيين بل من شعوب أخرى لكنك انت تحولت الى بطلهم أيضا واذا كان تشي جيفارا قد تحول الى بطل عالمي في مقاومة الامبريالية فخليل عواودة هو بطل العالم في مقاومة تحالف الصهيونية والامبريالية …مرحبا بك يا خليل سر الى الامام والله معك .
*كاتب وسياسي فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

إلى محلّلي الفضائيات..!

د.عديل الشرمان* صحيح أن مشاهد القتل والقصف والدمار والإبادة التي نشاهدها على شاشات التلفزة العربية …