الخميس , مارس 28 2024
الرئيسية / اراء / جفاف أوروبا.. غازيا واقتصاديا!!

جفاف أوروبا.. غازيا واقتصاديا!!

محمد سلامة*
روسيا تمارس تمارينها الرياضية بوقف توريد الغاز لأوروبا،وتلاعبها سياسيا وامنيا بطريقتها،والحرب في أوكرانيا ألقت بظلالها على القارة العجوز ،والبنك المركزي يجتمع غدا لبحث رفع سعر الفائدة على اليورو للمرة الثانية هذا العام،بعد أن انزلق لأقل من دولار منذ أكثر من عقدين،وارتفاع الأسعار والغلاء وو…إلخ، يطال الإقتصاد الأوروبي،فيما يرى الخبراء أن ما يحدث هو جفاف أوروبا اقتصاديا وقبل دخولها في شبح الركود العميق منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
شئنا أم أبينا فإن دورة الإقتصاد الأمريكي وحدها تتعافى، فالدولار في اعلى مستوياته أمام سلة من سبع عملات رئسيةعالمية،وتقارير الوظائف والبطالة وسلاسل الاستيراد وأرقام التضخم و..إلخ، كلها إلى انخفاض، فبعد أن سجلت آخرها 9,4% عن الشهر الماضي انخفض التضخم وهو المؤشر الأهم في قياس حرارة الركود الاقتصادي الأمريكي إلى 8,4%،فيما ترتفع هذه المؤشرات في القارة الأوروبية، لتصيب الإقتصاد بحالة جفاف، وهو الوصف القريب من شبح الركود الاقتصادي الأوروبي فحتى الجنيه الاسترليني (الكيبل)تهاوى وخسر نحو 40% من قيمته اليوم.
في الصين ..الأمر مماثل لاوروبا وبدرجة مشابه من الجفاف الاقتصادي الاوروبي، فقبل أسابيع أنهار بنك الشعب ،وتهاوت معه قطاعات اقتصادية ضخمة،ولا شك أن أزمة تايوان والتوترات مع الغرب،انعكست بجفاف سريع في قطاعات البنوك والمال والتصدير الصينية،ولا زالت الأزمات تتوالى، وفي روسيا،حدث ولا حرج عن العقوبات الأوروبية والامريكية وعن صعوبات شلت بطريقة أو بأخرى منابع المال للدولة الروسية، فيما الحديث عن السبع الكبار (ج7)يديرون معارك السياسية بالاقتصاد، ويحاولون تجنب الغضب الأمريكي،فيا ترى ما السر في ذلك؟!.
جفاف أوروبا الاقتصادي سيؤثر قطعا على اقتصاديات أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وغيرهما، والمصادفة أن الجفاف القارة كان متزامنا مع جفاف الطبيعة، فدرجات الحرارة بارتفاع، وفصل الشتاء على الأبواب وأسعار الطاقة إلى إرتفاع،وما تعانيه القارة الأوروبية يشابه بدرجة متواضعة جفاف الصين الاقتصادي، وروسيا شبه معزولة، فيما وحدها أمريكا ترتوي من جفاف الإقتصاد العالمي، محاولة إطالة أمد الحرب الروسية على أوكرانيا،وإبقاء التوترات مع الصين والاستحواذ على سلاسل توريد الطاقة،والتحكم في ايقاعات الطبل المالي على الساحة الدولية، بهدف إزاحة الصين عن مقعدها الاقتصادي،وتشديد تبعية الإقتصاد الأوروبي لها، وبنفس الوقت ضمان هيمنة الدولار ،ومنع وجود عملة منافسة وخاصة اليوان الصيني، ووأد فكرة مجموعة البركس التي تسعى لإيجاد نظام مالي واقتصادي بديل للنظام المالي العالمي (الامريكي) .
واشنطن ولا أحد غيرها وراء جفاف أوروبا والصين وعزل روسيا، وتحييد مجموعة البركس،فمجمل ناتجها القومي تجاوز الخمسة وعشرين ترليون دولار فيما انكمشت حصة الصين من ثمانية عشرة ترليون دولار إلى نحو ستة عشرة ترليون، وخبراء المال يتوقعون جفافا أوسع ،فيما جفاف أوروبا أصاب ألمانيا بعجز تجاري لأول مرة في تاريخها الحديث، والقادم أسوأ وربما لم يأت بعد.
*كاتب أردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

خواتيم التآمر!

فؤاد البطاينة* ما زال تاريخ الحركة الصهيونية الخزرية في فلسطين قائما على الحروب منذ بدايات …