السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / حضارة الغرب تحتضر تحت اقدام الديمقراطية الزائفة!

حضارة الغرب تحتضر تحت اقدام الديمقراطية الزائفة!

رشيد بورقبة*
هل يملك الغرب اليوم مبررات تعطيه ما يشرعن به مواقفه الزاهدة في استغاثة المنكوبين الذين ضرب الزلزال اوطانهم لماذا يحاول الان و بعد ان جاءته فرصة الظهور بمظهر المجتمع الانساني المتقدم الذي ظل دائما يحاول نشر تقاليد ديمقراطيته الفاتنة التي جعلها من اقدس المقدسات التي بدونها لا يستوي حكما ولا تسود عدالة و لا تسطع شمسا على العالم قاطبة .لا بالديمقراطية الغربية يسود العدل و السلام و الامن و الهناء هكذا زعموا و راحوا يبشرون لكن للأسف كل مرة تعود المحن وتظهر الازمات و التي في الغالب يكون هو الذي يقف وراء ظهورها مهما حاول ان يخفي مسئوليته في حدوثها اليس هذا الغرب الذي قام بهدم اركان دولة العراق على شعبها منذ اكثر من ثلاثين سنة مضت لم يشعر خلالها المواطن العراقي بالأمان و الطمأنينة التي غادرت ارض العراق منذ ان وطأة اقدام الغزاة الامريكان المبشرين بالديمقراطية الغربية التي جعلت المواطن الامريكي انسانا متقدما عن العربي بآلاف السنين ا قول الرئيس الامريكي جورج بوش الاب الذي قال و صرح و وعد بان يحول العراق الى جنة للديمقراطية و يخلص العراقيون من ديكتاتورية صدام حسين الذي اعتبره الرئيس الامريكي بوش يمثل خطرا على السلم و الامن العالمين و بات الشعب العراقي يستحق رئيسا ديمقراطيا على نهج رجل غربي يخدم شعبه و ينشر العدالة بين مواطني بلده في الأول.
كنا نعتقد ان امريكا صادقة فيما تقدمه للعراقيين من وعود و ان الدور يجب ان ننتظره كلنا نحن العرب و نطالب بضرورة حلوله لكن الغش الذي حصل في وعد السيد ولتر جورج بوش لم تنهي سمومه منذ ذلك العهد الى غاية يومنا هذا و الكوارث توالت و الازمة التي كانت محدودة في الزمان و المحيط الجغرافي في البداية عند مجئ جيوش الغزاة الامريكان الى العراق محتلين و ليسوا كما وعد و اصر على وعده الذي لم يكن سوى اكذوبة الرئيس الامريكي المقبور جورج بوش لسنا نقول كلاما من خيال الادعاء الاعلامي المتحيز بل واقع العراق اليوم يعطينا الف حجة لكي نقول ذلك و نقف الى جانب الديكتاتورية التي صنعت اوطان ونعادي ديمقراطية هدمت اوطان كانت قائمة و الذي يعاتبنا نحيله على صفحات ألاف تقارير منظمات حقوق الانسان في العالم و مثيلتها للإغاثة و الرأفة و الاحسان العالميين.
انظروا كيف تحول عراق صدام الديكتاتور الى مرتع للدمار و التقتيل و التدمير بعد ان كان يشق طريقه بثبات نحو التقدم بخطى واثقة انا لا اعرف صدام حسين معرفة قريبة انا من ابناء الاستقلال الوطني في بلد اسمه الجزائر كان محسوبا على المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي سابقا لكنني اقول ما اعتقد و هو الصواب الذي يشاركني في الجهر به اناس من العراق اتعبهم الوعد الامريكي الكاذب والحلم بالديمقراطية الامريكية الذي تحول الى كابوس لم ينته زمانه و لم تنته معاناته من صنع مأساة العراق الحديثة و كنت من الطامعين في ان تكون حضارة العراق الحديثة بكل الدلائل و القرائن العلمية العراق كان قبل المشروع الديمقراطي الامريكي يخطو نحو تحقيق نهضة صحية متقدمة جدا في وقت اطلعتنا مجلات مهتمة بالشؤون الطبية في العالم في بداية التسعينات تقول ان مستوى الخدمات في دولة العراق ارتقت في نهايات السبعينات من القرن الماضي الى حالة شبيها بوضعية المنظومة الصحية في دولة متقدمة جدا بأوربا هي دولة السويد اجل هذا كان وضع العراق الشقيق قبل ثلاثين سنة ماضية نفس المعيار التقييمي ينطبق على المنظومة التعليمية و نحن في الجزائر استقبلنا ألاف الاساتذة العراقيين الذين قدموا الى بلادنا للمساهمة في تطوير المنظومة التربوية التعليمية و لازالت اتذكر بعضا من هولاء الاساتذة الذين درسونا العديد.
من المواد التعليمية منها بالخصوص اللغات الحية الاولى في العالم .اذن لا داعي للمزيد من الكذب علينا و على شعوب هذا العالم الموجوع بالآلام الامركة و العولمة و قبلهما الديمقراطية المغشوشة التي يقف اصحابها اليوم في صف الانسانية السامية التي تميز بين الانسان من خلال طينة حكامه هل هم من المرضي عنهم من طرف حاكم العالم امريكا التي لم ترحم اضعف انسان على وجه الارض الانسان الافغاني الذي قتلته امريكا و عذبته امريكا و شردته امريكا نعم جيوش امريكا و تحالف جيوش دول عربية باعت الشرف الاسلامي الى الامريكان الذين كانوا يروجون اكبر الاكاذيب يوم ارادوا كما اعتادوا الإطاحة بنظام الحكم في افغانستان اليس امريكا من سلمت الرئيس الافغاني الى حبل المشنقة في وسط مدينة كابول العاصمة الافغانية من يستطيع نسيان صورة الرئيس الافغاني مشنوقا في احد الساحات الكبرى زاعمة بنشر الديمقراطية الغربية و تقاليد الحكم الراشد العادل الذي لطالما تمنته الشعوب العربية و الاسلامية الغارقة في ظلام الديمقراطية الامريكية.

و المثال الافغاني لا يغيب عن عيون و ذاكرة الشعوب في العالم قاطبة الم تكف اربعون سنة من التعليم والإفادة من الدرس الامريكي الذي حول الجميع الى اغبياء الى متى يستمر استغباء نا نحن العالم الثالث كما كنا نسمى قبل ان تعترض امريكا و فرنسا و بريطانيا طريق الاتحاد السوفياتي بدعوى نشره للحكم الديكتاتوري الغاشم في العالم و اذا استطاع من يساند هذه الدعوى الباطلة اثبات ما تدعيه امريكا منذ ايام احتلال العراق و تحويله الى مفرغة لنزوات بوش الاب و بوش الابن وقبله و بعده افغانستان هذه الدولة التي جعلوا من شعبها احد افقر و اتعس الشعوب في العالم بفضل الديمقراطية الامريكية و الغريب اليوم يمتنع الغرب عن تقديم المساعدات الانسانية الى شعوب قهرها الزلزال المدمر في سوريا تحت مبرر طائلة العقوبات المسلطة على النظام السوري قد يبدو المشكل غريب عندما لا نجد اين نضعه ضمن قائمة المشاكل الاعتيادية التي تحدث دوما في هكذا ظروف.

لكن الاغرب من الغريب في هذه القضية ان ينتبه الغرب الى عائق العقوبات المفروضة على النظام السوري عندما تعلق الامر بمساعدة الشعب السوري المنك و المشرد و الجائع و المقهور من نظام حكمه و من الطبيعة التي هجرت اغلب افراده الى المخيمات في الفيافي و الجحور و الجبال وسط العراء و هاهي الطبيعة تزيده غبنا اكبر بعد زلزال مزعزع مدمر و الاكثر ان يزداد هذا الغبن الما بامتناع الدول الغربية و العربية التابعة عن ارسال المعونات الى الشعب السوري المنكوب بحجة الاذعان الحرفي الى العقوبات الاممية ضد سوريا و كأن بمنظمة الامم المتحدة لازالت تمارس مهامها ..
اي انسانية خائبة هذه التي تريد ان تقنعنا بها امريكا و الغرب عموما و المبكي حقا في هذه القضية ان يتكلم بعضهم ان احكام العقوبات الصادرة في حق سوريا اصبحت عقبة في طريق الاحسان الى شعب يوجد تحت الانقاض يأتي ذلك و عرب اخرون يصرحون بدون حياء ولا حشمة امام العالم و لا حمرة وجه لم تأتيهم دعوات من المسئولين السوريين من اجل تقديم يد العون الى اشقائهم في سوريا وهل الكرم يحتاج الى دعوى ممن تتفضل عليه بهبة انسانية خالصة لوجه الله تعالى و خالصة للأخوة نعم بعض العرب تاهوا في غياهب غياب الوعي نتيجة العدوان الديمقراطي الامريكي الذي حولنا نحن العرب و بعضا منا الى مجرد اصنام لا روح لا نفس فيها للأسف الشديد
*اعلامي جزائري

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …