الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / معركة الدبلوماسية الجديدة بين روسيا و امريكا!

معركة الدبلوماسية الجديدة بين روسيا و امريكا!

 

رشيد بورقبة*
الحديث عن اشتراكية المرشحة الديمقراطية هاريس يطرح مسالة مهمة في ما يعتبر جدالا سياسيا جديدا في الولايات المتحدة الامريكية بالمعنى المتغير لمفاهيم السياسة و التوجهات الايديولوجية التي يعتقدها ساسة امريكا الجدد في الوقت الراهن تزامنا مع المتغيرات الجديدة التي طرأت على الساحة السياسية ’ ليس فقط داخل الولايات المتحدة بل في العالم قاطبة في الاونة الاخيرة في ظل التجاذب الكبير الذي بات يميز الواقع عموما .
المسالة تتعلق اساسا بالانتماء الايديولوجي الذي اصبح يتكرر بشكل تسلسلي تقريبا في كل يوم دون انقطاع . لكن الأبرز ما بين الحالات الاكثر اثارة التي أخذت مسارا غير عادي غلب على جميع الأوصاف الممكن تصنيفها تصنيفا سياسيا كمعطى جديد دخيل على عالم الممارسة السياسية بالولايات الامريكية التي يمكن إطلاقها على الواقع الأمريكي الجديد فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة والتي لم يعد يفصلنا عنها سوى اسابيع قليلة .
يتمثل في دخول الايدولوجيا لأول مرة ربما على طقوس السياسية في امريكا . اتجاها بدا ينمو بسرعة قياسية في الأوساط السياسية الامريكية و النخب التي اعتقد انها على غير العادة تعترف اليوم بالتصنيف الأيديولوجي بتبرير وجود اتجاها يساريا يؤمن بالعقيدة الاشتراكية التي حاربت الولايات المتحدة الامريكية لأمد طويل الاتحاد السوفياتي لأكثر من خمسة عقود وبالضبط من عام 1945 الى غاية انهيار هذا الأخير بعد هزيمة الجيش الأحمر في أفغانستان في نهاية ثمانينات القرن العشرين وتفكك الاتحاد السوفياتي وما تبعه من تساقط الجمهوريات الديكتاتورية الشرقية الواحدة تلو الاخرى .
خلال هذه المرحلة الحاسمة التي دخلها العالم بقطبية الغربي بقيادة امريكا و شرقه بزعامة الاتحاد السوفياتي تحدث علنا و بابتهاج صارخ الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش الأب عن بداية عهد جديد لم يعد فيه مكان سوى للديمقراطية و الحرية و كلاهما اسمان يليقان بحضارة امريكا والغرب كله من وراء ذلك بطبيعة الحال . جورج بوش صرح بذلك يوم اصطف الحلفاء ومعهم أصدقائهم العرب لضرب العراق لكن المشروع تاريخيا في حد ذاته كانت ملامحه الاولى قد ارتسمت في الافاق فور انتهاء معركة كسر العظام بين الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الامريكية في أفغانستان مطلع التسعينات من القرن الماضي .
والشيء المثير حقا فيما يتداول على منابر السياسة في الولايات المتحدة الامريكية في هذه الايام من أوصاف لم يعتدها الجمهور المتابع للمواعيد الانتخابية خصوصا يطرح اكثر من سؤال عن دواعي التوظيف الأيديولوجي الجديد الذي طرأ على الساحة السياسية الامريكية بحيث لاول مرة يظهر علنا التصنيف الذي ظل حكرا على الجمهوريات الديمقراطية في شرق اوربا خلال فترة الحرب البادرة وباقي الجمهوريات العربية التي كان حكامها يعشقون الشرق دون الغرب .
ومرد السؤال الجديد هذا التحول في اعتناق الاشتراكية التي قد تكرس مفاهيمها مرشحة الحزب الديمقراطي السيد هاريس التي حظيت مؤخرا بمساندة و ترحيب الرئيس الروسي بوتين الذي لم يخف دعمه للمرشحة اليسارية كما علقت على ذلك الصحافة الامريكية التي وجدت في موقف بوتين الذي يخوض منذ اكثر من ثلاث سنوات حربا شرسة ضد الناتو و من ورائه الولايات المتحدة الامريكية التي تقف الى جانب عدوه زلنسكي هذا الأخير الذي يصرح انه يخوض حربا بالنيابة عن امريكا و الغرب مع روسيا بوتين .
و عندما يتحدث الزعيم الروسي حفيد خروتشوف و برجنيف عن مساندته لهاريس التي لم يجد من اين يهاجمها مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة في امريكا ترامب الرأسمالي سوى قوله انها اجنبية من اصول هندية في محاولة لإظهارها في ثوب لاجئة مستصغر شخصيتها للحط من قيمتها السياسية امام الرأي العام المحلي في الولايات المتحدة , عندما يتحدث قلت بوتين عن هاريس التي علقت بها تهمة اليسارية الامريكية لاسيما خطاب خصوم الحزب الديمقراطي خاصة الجمهوريين الذين باتوا خائفين من تتويج الهندية الامريكية في موعد شهر نوفمبر القادم معناه ان الرئيس الروسي يريد كسب معركة دبلوماسية هامة ضد الولايات المتحدة التي تحاربه في
معركة حرب أوكرانيا ضد روسيا
*كاتب واعلامي جزائري

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …