د. محمد أبو بكر*
مبروك لحكّام الردّة، زعيمهم ترامب الذي يعود من جديد، والذي بات بحقّ شيخ مشايخ القبائل العربية، التي هرولت مسرعة لتهنئته خوفا وخشية مما ينتظرها بعد حوالي الشهرين من الآن.
لن ننسى ما قاله ترامب إبّان مرحلته الرئاسية الأولى بحقّ أحد الحكام العرب ؛ بأنّه لولا الحماية الأمريكية، فلن تستمر في موقعك لأكثر من أسبوعين، وهذه الحماية تحتاج لتكاليف مالية، فكان الإبتزاز المالي هو سيّد الموقف.
ترامب (شاطر) في الإبتزاز، فهو التاجر والسمسار، وسوف يتعامل مع العرب بنفس أسلوبه السابق، لا بل وسيرفع من وتيرة الدعم اللامحدود لكيان الإحتلال، وخاصة فيما يتعلّق بضمّ الضفة الغربية، والموافقة على بناء كنيس يهودي في الأقصى، وزغردي ياخديجة على حال الأمّة المخزي، والتي يتحكّم بها تاجر سمسار.
لأجل ذلك ؛ باشر ترامب في تعيين شخصيات أكثر صهيونية من نتنياهو نفسه، سواء في وزارة الخارجية، أو السفير القادم لكيان العدو، وغيرهما، في الوقت الذي يتفاخر فيه ترامب بالقول.. بأنّ جمع مبلغ 450 مليار دولار من العرب أسهل من الحصول على مئة دولار من مواطن أمريكي.
يالهذا السخف الذي نعيشه اليوم، وهذا الواقع المخزي الذي أوصلنا إليه حفنة من حكّام متصهينين، مازالوا يعملون على تقديم ما أمكن من فروض الطاعة للأمريكان والصهاينة، وباعوا كل كرامة وشرف، فغاصوا في الدناءة والخسّة والنذالة.
في كلّ الأحوال؛ لا جديد لديّ كي أضيفه بعد فوز ترامب، فما يحمله المستقبل القاتم بات معروفا، وأجزم بأنّ العديد من الحكام ينتظرون ( مذكّرات جلب ) للذهاب إلى واشنطن لتلقّي التعليمات الجديدة، فالتطبيع قادم بقوة، واتفاقات أبراهام ستشهد دخول أعضاء جدد، إلّا إذا كان للشعوب العربية رأي آخر في العام القادم، الذي ربما سيكون مفصليا، سواء للشعوب أو الحكّام.
شيخ مشايخ العربان ترامب، سيزور المنطقة بعد تولّيه مقاليد الحكم، لاستكمال عملية ( الحلب )، والتوتّر على أشدّه في قصور بعض الحكّام استعدادا لمرحلة قاسية وصعبة، لا مجال فيها لقول .. لا !
أيّها الحكّام .. تصالحوا مع شعوبكم قبل فوات الأوان، وخذوا العبرة من حكّام سبقوكم، وتغطّوا بالأمريكان، فكشفوهم وفضحوهم، وأنتم تعلمون ذلك !
*كاتب فلسطيني