الأحد , مايو 11 2025
الرئيسية / اراء / من حل الدولتين والعودة الى حل العودتين والدولة الواحدة!

من حل الدولتين والعودة الى حل العودتين والدولة الواحدة!

الياس فاخوري*
من حل الدولتين والعودة الواحدة الى حل العودتين والدولة الواحدة! مؤتمر القمة القادم وحل الدولتين والعودة الواحدة:
وبعد، لا نَعْجَب، بل نُعْجَب لقيام دول ال “سّات” (السعودية، سوريا، ايران، تركيا) ومعها مصر والأردن ولبنان وكل دول جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي (في مؤتمر القمة المنتظر) برفض تصريحات ترامب بشكل تام وحاسم وقاطع، وإحالتها لمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية – نقطة على السطر! فهذه التصريحات تمثل انتهاكاً بيِّناً لما يُعرف بالقواعد الآمرة (Jus Cogens – القواعد الأساسية التي يستند إليها القانون الدولي) .. “رَبَّنَا … ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ” (آل عمران / 147) فالتاريخ يُكتب اليوم والقرارات مصيرية بموقف عربي إسلامي موحد!
فتذكّروا (“وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ” – البقرة / 269) دائماً ان الجنة اقرب الى غزة وكل فلسطين والى اهل الجنوب وكل لبنان من سيناء ومن الاردن واي مكان .. وهي لا شك، أجمل من كل بقاع الدنيا!
ولا بأس بتوسيع “ميثاق ابراهيم” بالتطبيع الذي تسعى اليه دول المحور الصهيواوروبيكي على أساس حل الدولتين والعودة الواحدة تنفيذاً للقرارين الأمميين 181 و194 (وهما شرط قبول عضوية “اسرائيل” في الأمم المتحدة أصلاً) .. فيتم أعلان “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة على 46 % من مساحة فلسطين التاريخية بعاصمتها القدس الشريف .. ولا تتعدى مساحة دولة الكيان (”اسرائيل الصغرى”) 54% من مجموع مساحة فلسطين البالغة 27027 كم2!
اذن، كما على الارض الفلسطينية، كذلك في السماء: لا اسرائيل التوراتية، ولا اسرائيل الكبرى، ولا اسرائيل العظمى او العظيمة، ولا “يهودا والسامرة”، ولا 78% من فلسطين التاريخية .. والمقاومة هم شعب الله المختار .. هذا على الصعيد التكتيكي حيث لا بد من استعادة ندائاتنا للرئيس الفلسطيني – أقتبس:
[منذ نيف وعقد من الزمان ونداءات “ديانا فاخوري” المتكررة والمعجلة لا تنفك تتواصل بمناشدة “الرئيس الفلسطيني” ليقوم باضعف الإيمان ويتخذ موقفا يطيح ب”صفقة القرن” ويجهضها .. خاطبَتْهُ (وخاطبْتُهُ بعدها) بكل اخلاص أن قم بذلك:
▪︎ تنازل عن التنازلات التي ما فتئت تُقَدّم استرضاءً ل”يهوة” الصهيواوروبيكي!
▪︎ أعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة على 46 % من فلسطين التاريخية بعاصمتها القدس الشريف (تنفيذاً للقرارين الأمميين 181 و194)!
▪︎ طلِّق أوسلو ثلاثاً: طلاق البينونة الكبرى!
▪︎ تمسّك بلاءات الخرطوم الثلاثة: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض!
▪︎ تمسّك باللاءات الهاشمية الثّلاث: “لا للتّنازل عن القدس المحتلة”، “لا للوطن البديل”، و”لا للتوطين”!
أعلنها “أبو مازن”، أعلنها – ولو من غزة .. اعلنها واتخذ مع المقاومين سبيلا .. اعلنها وافتح بجزمة الفدائي أُفقا!] .. إنتهى الاقتباس.
استراتيجياً، حل العودتين والدولة الواحدة:
وإلّا، فالحل بالعودتين والدولة الواحدة الذي يتماهى تماماً مع ما جاء في خطاب التنصيب حيث أعلن دونالد ترامب عن مشروعه للتصدي للهجرة غير القانونية. وقال إنه سيوقف أي دخول غير قانوني وسيعيد ملايين الأشخاص الذين دخلوا الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية إلى بلادهم. وعليه فليدعم ترامب “تصدّي الجمهورية العربية الفلسطينية المستقلة للهجرة غير القانونية، وإعادة ملايين الأشخاص الذين دخلوا فلسطين بطريقة غير قانونية إلى بلادهم”، وَيَا نبض الضفة لا تهدأ مدعّماً بوحدة الفصائل والجبهات والساحات الفلسطينية (اتفاق بكين مثلاً)!
نعم، “اسرائيل الى زوال” على المستوى الاستراتيجي وقد خَبِرت دولة الكيان أيدي رجال الله وبناته في الميدان وألسِنَةِ ابي عبيدة وابي حمزة وديانا والرفاق .. وهي الان في حال تَرَنُّحٍ تتعثّر من استقرار نسبي مؤقت الى اضطراب مطلق مستدام .. وها هي ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 – تُشير لحل العودتين والدولة الواحدة، لا حل الدولتين: لا اغتصاب، لا تهجير، لا لجوء .. ليعد أهل فلسطين – حملة المفاتيح، زُرٌاع التين والزيتون – الى ديارهم، وليعد المغتصبون الى حيث تحدّروا وآباؤهم .. ليعد ميلكوفسكي (نتنياهو) الى بولندا، و”سموتريتش” الى اوكرانيا و”يسرائيل كاتس” الى رومانيا .. حِلّوا عن فلسطين فالسَّاعَةُ مَوْعِدُكمْ “وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ” .. وهذه هي الجنسيات الأصلية الحقيقية لرؤساء وزراء الكيان: ديفيد بن جوريون بولندي، موشيه شاريت أوكراني، إيجال آلون من أصول روسية، جولدا مائير أوكرانية، إسحق رابين من أصول أوكرانية، مناحم بيجين من روسيا البيضاء، إسحاق شامير بولندي، شيمون بيريز بولندي، بنيامين نتنياهو من أصول بولندية، إيهود باراك من ليتوانيا، إيريل شارون بولندي، إيهود أولمرت من أصول روسية ..
ليعد ميلكوفسكي (نتنياهو) لتربية الارانب في بولندا وفقاً لما اوحت به المؤرخة الأميركية آفيفا تشومسكي: “لولانا لعاد زعيم الليكود الى بولندا لتربية الأرانب”!، وليُوَدِّع أستاذه الروحي والسياسي “زئيف جابوتنسكي” في قبره الثاني – وزئيف جابوتنسكي هو رجل “الصهيونية التصحيحية” الذي قال باقتلاع العرب مثلما تقتلع الأرواح الشريرة – ليُودِعَهُ سر الاعتراف المقدس ان “لنهر الأردن حقّاً ضفتين، هذه لنا (نحن العرب فلسطينيين واردنيين)، وتلك أيضاً لنا (نحن العرب اردنيين وفلسطينيين)! انها ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 وما بشَّرت به فعلاً تنفيذياً هي التي تدفع ميلكوفسكي (نتنياهو) لنبش قبر تيودور هرتزل، وإلقاءِ عظامه في العراء!
ولتُهْلِك المقاومةُ “القوم المجرمين” الظالمين ليروا حتفهم بشديد بأسها او يهبّوا رْاكضينَ الى حيث اتوا ف”يحى” أهل الأرض المظلومون ويعودوا الى ارضهم مسرورين رافعين أفراحهم وانتصاراتهم عالياً وقد هزموا الاحتلال، وغلبوا الظلم، والقهر .. وقد تجسّد ذلك، كما رأى العالم بأسره، في رحلات الحج الى الديار والدور رغم الدمار في غزة وجنوب لبنان مقابل حوالي مليون صهيوني فَرّوا هرباً عبر مطار بن غوريون، عداك عن الصهيونيين من مستوطني شمال فلسطين الذين مازالوا يراوحون في مهربهم وهم لا يقدمون! وهذه دراسة إسرائيلية جديدة (الجمعة Feb14) تؤكد أن حوالي ربع الإسرائيليين فكروا في مغادرة البلاد خلال العام 2024 نظراً لتردي الأوضاع الأمنية في البلاد اذ باتوا يدركون انه لولا كثافة الامدادات العسكرية الاميركية لانحصرت مهمة اسرائيل في دفن قتلاهم!
باختصار، هو حل الدولتين والعودة الواحدة (تكتيكياً)، وحل العودتين والدولة الواحدة (استراتيجياً)!
الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
*كاتب أردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الهند وباكستان.. يا عرب… ألَا تتفكّرون؟!

د. محمد المعموري* عندما اندلعت الحرب بين باكستان والهند كان ترامب يترقب النتائج ويعتقد ان …