بسام ابو شريف*
عندما جاء دور بنيامين نتنياهو لإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة اوصلته مديرة التشريفات الى منصة القاء الكلمات وشاهدنا نتنياهو يركض ركضا نحو تلك المنصة وبنظر ويرتب الاوراق بين يديه حتى يبدأ بالقاء كلمته وعندما انتهى من ترتيب الاوراق نظر الى القاعة وشاهدنا على وجهه كل قسمات الانهيار وكل تعابير الاحباط ونتائج الهزيمة النكراء التي مني بها منذ اللحظة الاولى لالقاء كلمته فما ان بدأ حتى شاهدنا القاعة تخلو من اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة واحدا تلو آخر ولم يبقى في القاعة سوى وفد اسرائيل وبعض الاعضاء الذين لا شك سيطر عليهم النعاس فناموا في مقاعدهم دون ان ينتبهوا ان هنالك خطيب يلقي كلمته …
وسأل سائل ما الذي يجري وجاءه الجواب انهم يخرجون في جنازة بنيامين نتنياهو …لم يسبق ان سمع أحد كلام ككلام نتنياهو الذي يبرر للجرائم… جرائم الحرب… جرائم الابادة جرائم قتل الاطفال لقلة الاكل والغذاء والدواء… قتل امهاتهم وآبائهم بالقذائف لم يساعد احد او يسمع احد رئيسا يبرر وبطنطن لما فعله من جرائم امام الجمعية العامة للامم المتحدة انما فعل ذلك بنيامين نتنياهو وكان بفعله هذا وكلماته تلك يبشر بمراسم قتل قادم قتل البشر وتدمير الحجر واغلاق المستشفيات وتدمير الجامعات والمدارس والاحتفال ب900 الف طالب لا يذهبون للدراسة بفضل قذائف بنيامين نتنياهو وشركائه الفاشيين الصهاينة وزبر المالية ووزير أمنه القومي ابتلع ريقه اكثر من مرة واستمر في خطابه الذي يصفق له وحده هو خطابه الذي يبرر للقتل وابادة الاطفال ثم يهدد باقي المنطقة باحتلالها ورفع علم اسرائيل في صنعاء وسوريا ولبنان والعراق ويعتبر ان اسرائيل الكبرى هدف لا بد من تحقيقه بفضل دعم الولايات المتحدة الامريكية بالطائرات والصواريخ والقنابل الثقيلة والقنابل العنقودية والقنابل الانكماشية التي تدمر الابراج طابقا وراء طابق مهما علت تلك الابراج.
وان ادرت وجهك لذلك اليوم 27 ايلول رأيت شوارع العواصم العربية الفادرة فيها شعوبها للخروج متظاهرين محتشدين داعمين للثورة الفلسطينية ومحتفلين بالذكرى الاولى لاستشهاد سيد الامة السيد حسن نصرالله القائد المبدع القائد الذي قال نتنياهو عنه هو الذي كان بقود المحور الايراني وليس العكس ولذلك أمر باغتياله ولم يعترف نتنياهو بان الولايات المتحدة زودته بالمعلومات اللازمة لقتل سيد الامة قائد الثورة قائد محاور التصدي للتوسعية الفاشية الصهيونية وللحكومة الفاشية التي دعت على لسان اكثر من وزير واكثر من مرة لسحق كل الفلسطينيين وقتلهم.
كل هذا الكلام ذكره بنيامين نتنياهو للقاعة الفارغة التي خرج اعضاء الامم المتحدة منها ليشيعوا نتنياهو الذي اصيب بنوبة قلبية وخرج اعضاء الجمعية العامة يودعون نتنياهو الذي كان يتوقع من هؤلاء ان يصفقوا للجرائم التي عددها والتي ارتكبتها اسرائيل وقواتها في قطاع غزة كان يعدد الجرائم وكأنها تتطلب شكرا من العالم للقتلة الفتلة الفاشيين الصهاينة الذين يكذبون ليل نهار ويقولون لا نوافق على اقامة دولة للفلسطينيين وكأن الارض التي سرقوها من شعب فلسطين ارض فلسطين بقرار التقسيم وكأنها ارضهم وليست الارض التي اغتصبوها بدعم استعماري ودعم امريكي ودعم غربي.
يقول انه لا يوافق على اقامة دولة فلسطينية وكأن حق الشعوب في تقرير المصير هي موجودة في صندوق صغير في جيبه الايسر وكأنه هو الذي يملك الارض والبشر وهو الذي يستطيع ان يبيد الشعوب وان يهجرها من ارضها وان يقيم للنهر ضفتين بدلا من ضفة واحدة واذا نظرت للاطراف الاخرى تجد جماهير شعبنا المؤمنة الصابرة الصامدة تتصدى للعدو الصهيوني في لبنان وفي شوارع لبنان وفي اليمن ومن اليمن لفلسطين وغب فطاع غزة التي الهبت بالقصف الصاروخي وهدم الابراج والبيوت على رؤوس اهلها وكذلك في الضفة الغربية المحتلة التي يريد نتنياهو ان يضمها كما اعلن هو اكثر من مرة واعلن ذلك وزراؤه الشياطين القتلة بنغفير وسمورتش.
شعبنا وامتنا كانت تهتف لسيد الامة في ذكرى استشهاده الاولى وتبكيه دمعا وكأنما تهيء هذا الدمع لمعارك قادمة تماما كما فال السيد حسن نصر الله والقادة الشهداء الآخرين لقد اعطى حزب الله سيد الامة شهيدا ومعه صفوة من الابطال المقاتلين الشجعان شهداء في سبيل الله وتحرير بيت المقدس وشاهدناهم يرفعون صورهم في كل مكان حتى في الارض المحتلة شوهدت الصور لهؤلاء الابطال مع صور ابطال فلسطين الذين اغتالتهم اسرائيل واحدا تلو الآخر صور يحي السنوار والقادة الذين استشهدوا واحدا تلو الآخر وقتل ابنائهم واحفادهم وزوجاتهم ولكنهم صمدوا وقاتلوا حتى يحي السنوار قاتل المسيرة بيده المجروحة وهو يحمل رشاشه بيده الاخرى والكل شاهد ذلك مباشرة.
ليس بنيامين نتنياهو ان يقول ليس للفلسطينيين الحق في ان يقيموا دولة ام لا يحق لان هذا الحق هو حق مصان للشعب الفلسطيني في تقرير نصيره بيده وبأصوات شعبه وسيقاوم هؤلاء المجرمين القتلة الذين تسيل دماء اطفالنا من بين اصابعهم ومن بين شفاههم التي شربت من دماء اطفالنا وعندما خرج نتنياهو من قاعة الامم المتحدة وجد حشودا تهتف لفلسطين ولوقف الحرب واخال المساعدات وسمعنا من رئيس الولايات المتحدة الذي هو الذي يخوض معاركه مع اسرائيل ضد شعبنا سمعناه يقول انه على وشك ان ينجز صفقة للافراج عن الرهائن ووقف الحرب وسنرى كم يزن هذا الكذب الذي سمعناه اكثر من مرة لكن ليتأكد السيد ترامب ان شعبنا لن يستسلم ولن يسلم وانه ان لم تنسحب اسرائيل من اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة وان تقام الدولة الفلسطينية سيستمر القتال.
اننا مؤمنون بالله الذي يدعم عباده الاوفياء ومجاهديه الصامدين وسيصل هؤلاء المجاهدون الى ما استهدفوه من رد العدوان بالعدوان والقضاء على العدو الذي يحاول ان يقضي علينا.
*كاتب سياسي فلسطيني
اليمن الحر الأخباري لسان حال حزب اليمن الحر ورابطه ابناء اليمن الحر