الخميس , مارس 28 2024
الرئيسية / اراء / قمة أوزبكستان والشرق الأوسط وقضية فلسطين

قمة أوزبكستان والشرق الأوسط وقضية فلسطين

بسام أبو شريف*
اطلق الرئيس بوتن من منبر منتدى فلاديفستك اطلق مجموعة من الشعارات هي عمليا بنود برنامجه المستقبلي برنامج روسيا الاتحادية والصين وحلفائهما .
ولا شك ان الجميع يعلم ان هذه العناوين والبنود والمواقف تندرج تحت عنوان رئيسي واحد هو إقامة عالم جديد يقوم على التوازن ويمحي نهائيا الهيمنة الامريكية واحادية القرار واستخدام القوة لنهب الشعوب .
فتحت شعار نحو إقامة عالم جديد اكثر عدالة للشعوب تقوم روسيا والصين وحلفائهما بكل النشاطات من اجل دحر العدوان الأميركي الذي انضمت اليه تحالفات واشنطن في أوروبا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط اذ انه من الواضح ان برنامج رئيس الولايات المتحدة الذي وظفته مجمعات صناعة الأسلحة الكبرى في الولايات المتحدة ليكون موظفها في البيت الأبيض وليكون اداتها في جني الأرباح الطائلة من وراء قتل الملايين من أبناء الشعوب المناضلة من اجل انتزاع حريتها وحماية ثرواتها من النهب الامبريالي .
اعلان بايدن للخطوط العريضة لسياساته الخارجية جاء تحت بند الدبلوماسية خير وسيلة لحل المشاكل المستعصية ، يدرك كل انسان يتسلح بالمنطق ومتابعة الحقائق يدرك تماما ان بايدن كان مخادعا وكاذبا وخبيثا في إعلانه هذا .
اذ انه في كل مكان شن فيه حملة دبلوماسية كانت تلك الحملة لاخفاء معركة عسكرية دموية يستخدم فيها بايدن أدوات من حلفائه واتباعه ومرتزقته ضد الشعوب وضد القوى التي تنادي بإقامة نظام عالمي اكثر عدالة للشعوب وتمنع نهب ثرواتها وابقائها متخلفة ينهبها الجوع والمرض والجهل .
نرى هذا في كل موقع شن فيه بايدن ما يسميه بحملة دبلوماسية لايجاد الحلول وبكل مكان وطأ فيه جو بايدن وقد جند حكام أوروبا ولم يجند أوروبا جند حكام أوروبا حتى للعمل ضد شعوبهم وضد فقراء شعوبهم والطبقات المتوسطة في الشعوب الأوروبية كلها لمصلحة تلك الاحتكارات التي تجني مئات المليارات من وراء سفك دماء الشعوب وتجويعها وقهرها وظلمها ، رايتا بايدن تخت عنوان الدبلوماسية يزود النازيين الجدد باكرانيا بكل أنواع الأسلحة الهجومية ويطور في مختبراتهم البيولوجية أسلحة جرثومية وفايروسات تجني من ورائها الاحتكارات الكبرى مليارات الدولارات ثمنا لشفاء تلك الامراض التي بثوها ونشروها في العالم اجمع والآن تسعى تلك الطغمة النازية الحاكمة رغم انف الاكرانيين حاكمة في اكرانيا تسعى لاستخدام الطائرات المسيرة لبث تلك السموم عبر الغبار الفيروسي الذي قد تنشره تلك الطائرات التي أوصى عليها زلنسكي لشرائها من تركيا يريدون البيرقدار ترش الفايروسات والكيماويات على روسيا والشعب الروسي والاكرانيين أيضا ،
هذه هي دبلوماسية بايدن وجاء اعلان بوتن كنموذج لكل ما يفعله بايدن في كل منطقة من مناطق العالم .
ونحن هنا لا بد ان نذكر ماذا يفعل الآن بتايوان يجبرها على شراء السلاح وكأنها دولة مستقلة في الوقت الذي يستمر البيت الأبيض بقوله نحن نعترف بالصين الموحدة وارض الصين الواحدة انه يكذب انه يخادع انه يحاول ان يثير حربا في تلك المنطقة بواسطة ادواته وليس باشراف جنوده مباشرة ، وفي الشرق الأوسط يفعل الشيء ذاته بايدن يتحدث حول حل الدولتين ويتحدث حول السلام ويتحدث حول الاستقرار في الوقت الذي يغذي فيه إسرائيل كقاعدة امامية بأسلحة هجومية وفتاكة ويقول علنا نحن نلتزم بإبقاء إسرائيل اقوى دولة في الشرق الأوسط ومتفوقة في نوعية السلاح وحداثته على كل جيوش المنطقة وذلك لخلق قوة إقليمية تزيد بحجمها ونفوذها عن ذلك النفوذ والحجم الذي تمثله الضفضع قبل ان تنتفخ وتنفخ نفسها لمواجهة الاخطار .
نفس السيناريو يتبعه بايدن في كل منطقة من مناطق العالم طمعا في استمرار الولايات المتحدة في استخدام القوة من خلال ادواتها وعملائها وحلفائها ومرتزقتها لنهب ثروات الشعوب بغض النظر عن الثمن الباهظ من مئات الآلاف من القتلى من المدنيين قتلى بالجوع وبالرصاص وبالقنابل وبالامراض ،
نعود الآن لما اعلنه بوتن في وجه هذه السياسة العدوانية التي تحمل دائما شعار الدبلوماسية تماما كالحية الرقطاء جلدها يخفي سمومها اعلن بوتن سياسة جديدة وعقيدة جديدة في السياسة الخارجية ذات الشقين العسكري والمدني فبشر بتعاون اقتصادي اكثر عدالة للشعوب وبشر أيضا باستعداد روسيا باستلام ثمن المواد الأولية خاصة مواد الطاقة بالعملات المحلية وبشر العالم اجمع بان التبادل التجاري العادل هو بالتعامل بعملات محلية بالتبادل التجاري واسرعت الدول كبرى وصغرى لتلتف حول هذا المبدأ وكانت الهند اول الدول واكبرها طبعا في القبول بهذه المباديء العادلة والرغبة بان تكون شريكا فشاركت في المناورات العسكرية التي احتجت عليها الولايات المتحدة وكان رد الهند هذا من شأننا وليس من شأنكم وسارعت الى المنتدى الاقتصادي واقتربت من نادي شنغهاي وأعلنت قبولها بالشراكة في مشاريع روسيا الاتحادية لاحياء الشرق كمنطقة واعدة في المستقبل مستقبل الشعوب اقتصاديا وتجاريا ، هذا الإعلان من قبل بوتن يضاف له عقيدة جديدة اطلقها الرئيس فلاديمير بوتن ووافق عليها البرلمان الاتحادي وهي استخدام القوة الروسية لحماية المصالح وحماية الروس في كل مكان وحماية الحلفاء في كل مكان وتأتي حادثة البانيا لتجعلنا هنا نثير موضوع الشرق الأوسط بشكل جدي امام رئيس يستهدف خدمة البشرية وخدمة العدالة في العالم هو الرئيس فلاديمير بوتن ، لقد سارعت الولايات المتحدة بتهديد ايران بالويل والثبور نتيجة ادعاء الحكومة الألبانية التي هي حكومة عميلة للناتو ولا تمثل الشعب الالباني سارعت بالقول بانها ستلقي بقصاص وعذاب اليم على ايران لتعديها على دولة من دول الناتو ورغم ان ايران نفت نفيا قاطعا علاقتها بتلك الهجمات السابيرية التي ادعت حكومة البانيا بانها تعرضت لها رغم ذلك اصر بايدن على ان الناتو سوف يقتص من ايران ويعلمها درسا في هذا المجال .
الرئيس المعتدي المخادع بايدن يهدد ، يهدد بقات ليست قواته بقوات الناتو التي أصبحت أداة من أدوات إرهاب البشر والاعتداء عليهم تماما كما فعلت عندما هاجمت ليبيا ودمرت الجيش الليبي واغتالت القائد معمر القذافي كذلك عندما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما بالهجوم على العراق واحتلاله ونهب ثرواته وما زالت تنهب تلك الثروات وما زالت تفعل فعلها لتقسيم البلاد واشعال حروب فتنة داخلية ومنع العراق من الوقوف على رجليه وإقامة جيشه كما كان في السابق ،
كل هذا نراه من فعل بايدن الموظف في البيت الأبيض من قبل احتكارات صنع السلاح في الولايات المتحدة وأوروبا والسؤال هنا اذا كان بايدن المعتدي يتصرف هكذا فكيف نترجم ما قاله واعلنه الرئيس فلاديمير بوتن !
دون ان يعلن بوتن ذلك نود ان نقول له انه اصبح القائد العالمي الذي تنظر اليه الشعوب المضطهدة كمنقذ ومساهم ومساعد للشعوب المناضلة من اجل تحقيق أهدافها في الحرية والاستقلال والتحكم بثرواتها لصالح شعوبها .
والشعوب تنتظر الآن من الرئيس فلاديمير بوتن القائد العالمي ان ينفذ ما اعلنه من عقيدة جديدة من تقوية حلفاء روسيا الشعوب المناضلة من اجل عالم اكثر عدالة لمواجهة العدوان دفاعا عن نفسها أولا وصدا للعدوان ثانيا .
اذا اخذنا الشرق الأوسط فيجب علينا ان نقول بصراحة تامة ان الوضع في سوريا لا ينتظر ابدا مزيدا من الوقت لتصبح سوريا قادرة على الدفاع عن نفسها وتصد الهجمات الإسرائيلية وتجبر القوات الامريكية على الرحيل عن ارض سوريا والكف عن نهب ثرواتها النفطية والغازية والغذائية فهي تنهب القمح والنفط والغاز من شمال سوريا وتهربه لتجني أرباحها وتجوع الشعب العربي السوري .
العالم العربي بقواه المحورية المقاومة للمخطط الأميركي ولفرض هيمنة القوة الإقليمية الإسرائيلية على المنطقة ينتظر من الرئيس فلاديمير بوتن ان يسلح الجيش السوري بما يلزم من معدات حديثة بعيدا عن الاتفاقات السابقة والمعادلات السابقة عندما أقيمت دولة إسرائيل من حيث تسليح هذه الدولة لتدافع عن نفسها بشكل تكون فبه قواها اقوى من مجموع الجيوش العربية ، آن الأوان ان يتخذ الرئيس بوتن قراراته الحاسمة فالشرق الأوسط فيه قطر عربي واحد لا بد من دعمه دعما كاملا وتقويته تقوية كافية لصد العدوان الامبريالي الصهيوني هي سوريا وعندما نقول سوريا نقول محور المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي والاحتلال الإسرائيلي وتعذيب الشعب الفلسطيني يوميا واستباحة القتل بدم بارد في شوارع الضفة الغربية وقراها ومخيماتها ان كل يوم يمضي أيها الرئيس فلاديمير بوتن على الضفة الغربية يمضي بمزيد من الأطفال القتلى والنساء والرجال والمدنيين الذين تستخدم قوات الاحتلال الإسرائيلية ضدهم أسلحة محرم استخدامها في المناطق المحتلة فهي تستخدم قوى الجيش واسلحة الجيش والطيران والطيران المسير والصواريخ والقصف والمدفعية ضد مخيمات مدنية وضد قرى مدنية وضد مدن مدنية خارقة بذلك كل القوانين وكل المعاهدات وكل الاتفاقات التي تلزم اية قوات تحتل أراضي الغير بتحمل مسئولية حماية المدنيين الواقعين تحت الاحتلال وليس اعدامهم يوميا بالتدريج وهدم بيوتهم وتهجيرهم وخنقهم في الاسر بالالاف .
نقولها بصراحة ان المحك هو سوريا اذا اردنا ان نرى الشرق الأوسط بمنظار واقعي ولا شك ان ايران الملتزمة بدعم القوى التي تسعى للتحرر والحرية والعدالة تسعى لمساعدة المظلومين والشعوب المظلومة تقوم بدورها على اكمل وجه لكن الامر في الصراع يتطلب التدخل الروسي المباشر اذ اننا اصبحنا جزءا لا يتجزأ من تلك المعركة التي بدأها الرئيس بوتن بالدفاع عن روسيا أولا والدفاع عن شعوب الأرض التواقة للعدالة والحرية .
وهنا لا بد أيضا من ذكر الصين وكل الدول التي تلتف الآن حول مباديء إقامة نظام عالمي جديد اكثر عدالة للشعوب وحماية لثروات الشعوب واستخدامها من اجل انهاض تلك الشعوب وابعاد المرض والجوع عنها .
ان الشعوب في الشرق الأوسط تعلم تماما انها الآن تشكل جزءا لا يتجزأ من تلك المساحة التي تعتبر ميدان الصراع بين امبريالية تتهاوى ونظام عالمي قديم يتهاوى تحاول الولايات المتحده ابقائه حيا لتبقي نفوذها وهيمنتها بينما تسعى روسيا الاتحادية والصين لخلق نظام جديد .
لقد اصبحنا جزءا لا يتجزأ من هذه المعركة وعليه فان أي خسارة لنا ستشكل خسارة للمعسكر باسره معسكر العدالة والحرية معسكر النظام العالمي الجديد ان الرئيس بوتن مطالب بإصدار التعليمات الفورية لوزير دفاعه العظيم شويغو بان ترتقي نوعية السلاح الذي زودت به سوريا الى ذلك المستوى الذي يمكنها معه التصدي للعدوان الإسرائيلي وخلق معادلات جديدة تردع فيها إسرائيل وهذا سيؤدي بشكل طبيعي ومنطقي الى تخريب مخطط بايدن لخلق منطقة يتحكم بها الامبرياليون من خلال اداتهم الكبيرة والقوية أي إسرائيل .
*كاتب وسياسي فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

خواتيم التآمر!

فؤاد البطاينة* ما زال تاريخ الحركة الصهيونية الخزرية في فلسطين قائما على الحروب منذ بدايات …