السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / هل تندلع الحرب بين إيران وإسرائيل..؟!

هل تندلع الحرب بين إيران وإسرائيل..؟!

د.ايمان شويخ*
“حرب ظل” هي تلك التي تدور منذ سنوات بين “إيران” و “إسرائيل”، أي أن كلا الطرفين لا يريدان الحرب الفعلية، فإيران قادرة على محو إسرائيل بسلاحها النووي، أما “إسرائيل” فقد هدد رئيس حكومتها الحالي بنيامين نتنياهو مرارًا وتكراراً بتوجيه ضربات لإيران، وقبله يائير لابيد الذي كان يحاول أقصى مايمكن منع توقيع الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران، لكن بطبيعة الحال ليست “إسرائيل” هي من منعته، إنما ما نريد قوله أن الامكانات قد تكون وفيرة لخوض هذه الحرب، لكن الحرب التي تحصل الآن قد تكون أشد قساوة ولقد انخرط الطرفان فيها لسنوات، إذ يهاجمان بعضهما بعضاً على الأرض وفي الجو وعبر البحر، لكن بصمت و أحياناً عبر وكلاء.
والسؤال، هل تريد طهران وتل أبيب الحرب؟
كل المؤشرات في المنطقة و لا سيما الحرب الروسية الأوكرانية تشي بأن أي جبهة أخرى ستؤجل في الوقت الراهن ويُستعاض عنها بسياسة “التجاهل” أو الرد من خلال أراضي أخرى حليفة أو عدوة، أو تفويض حليف للرد، أو أي شكل من أشكال الحروب الناعمة التي تُبقي التهدئة الظاهرية تطغى على التصعيد الذي قد يتحول إلى حربٍ شاملة لن تصب في مصلحة أحد.
كذلك فإن روسيا التي تخوض حربًا وجودية اليوم تلعب دورًا هامًا في التوازن الإقليمي، فهي الحليف لإيران تدعمه عسكريًا واستراتيجياً، في المقابل وبالرغم مما حكي عن دعم “إسرائيل” في المواقف لأوكرانيا، إلا أن كسر الجرة (أي قطع العلاقات نهائياً) بين “روسيا” و “إسرائيل” لن يحصل وقد لا يحصل إلا إذا زالت الأخيرة من الوجود.
أمريكا من جهتها لا تقدر على دعم “إسرائيل” في حربها ضد إيران، فالأخيرة تتحكم بمضيق هرمز، و يمكنها أي إيران قطع جميع إمدادات النفط من المنطقة. وهذا مايخشاه الغرب و يمنع الولايات المتحدة من دعم إسرائيل لشن هكذا حرب.
لكن الهجوم الذي استهدف مجمعاً صناعياً عسكرياً إيرانياً في أصفهان مطلع الأسبوع الجاري، وقالت صحيفتان أميركيتان إن إسرائيل هي التي تقف وراءه، يبدو و كأنّه استعراض إسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط بعد الفضيحة الأمنية الإسرائيلية التي حصلت في القدس المحتلة حيث قتل فلسطيني سبعة مستوطنينَ إسرائيليينَ بإطلاقِ نارٍ، استهدفَ كنيسًا يهوديًّا في حيٍّ استيطانيٍ في القدسِ المحتلّة، وفي اليوم التالي حصلت عملية أخرى، كل ذلك وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل سلطات الاحتلال، ما أشعل موجة غضب عارمة من قبل المستوطنين دفعت الكنيست للانعقاد في مقر الشاباك خوفًا من الاسرائيليين المحتجين، فهل يمكن لحكومة تخاف من ناسها أن تشن حربا على قوة عظمى كإيران، الجواب لا وألف لا، وإسرائيل لم تعد تحتمل أي حرب لا مع إيران ولا لبنان ولا سوريا ولا غيرها بل ستبقى تمارس سياسة الاختباء إلى أن تزول.
*كاتبة لبنانية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …